العمود

على الأحرار أن يفتخروا وعلى الفجار أن يختبئوا

بصراحة

ساعات قليلة فقط ربما التي تفصلنا عن إعلان الاتفاق بخصوص وقف إطلاق النار في غزة، وساعات قليلة تفصلنا عما يمكن وصفه بالعيد بعد أكثر من عام من الجرائم التي أصر الكيان الصهيوني على التفنن في ارتكابها في حق شعب فلسطيني أعزل بدعم مادي من قوى الشر، وبدعم معنوي وإعلامي من ضعاف النفس ومن مطأطئي الرؤوس المثقلة “بعمائم الذل والهوان”.

إن الذين يحق لهم الافتخار اليوم والوقوف بشموخ رافعين هاماتهم هم أحرار العالم عموما الذين ساندوا الفلسطينيين وتضامنوا معهم بشتى الطرق، بالمسيرات، وبالتنديد وبكلمة الحق عبر وسائل الإعلام، وأحرار الجزائر على وجه الخصوص الذين صدحوا في الداخل بصوت الحق، وحولوا في الخارج هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى قاعات ترددت فيها كلمتا غزة وفلسطين أكثر من أية كلمة أخرى، ذلك لأن الجزائر ثابتة في مواقفها، ولم تظهر أي تردد في الدفاع عن القضية الفلسطينية والمناداة بوقف إطلاق النار تارة وبتجريم الكيان الصهيوني تارة أخرى، وفي الوقت ذاته، فإن الذين يتوجب عليهم الاختباء، هم أولئك الذين اعتقدوا بأن نهاية “القضية الفلسطينية” وطيها لصالح الكيان الصهيوني مسألة وقت، فراحوا يعلنون الولاء للكيان، ولمن يدعمه، ولأن التاريخ يعيد نفسه، فإن مصير الخونة دائما أن يضيعوا في غياهب الخيبات، فوقف إطلاق النار في غزة، وانسحاب جنود الكيان الصهيوني من القطاع تدريجيا، ودخول المساعدات إلى أبرياء غزة سيكون لا محالة مشهدا يسعد به الأحرار، ويشقى بعده الفجار.

إن من حق أحرار العالم أن يشعروا بالفخر بعد وقف إطلاق النار، ومن حقهم أن يسعدوا، فهذا يعني انتهاء مأساة دامت أكثر من عام من الزمن عاش خلالها الفلسطينيون العزل الجحيم، فحتى والمفاوضات جارية قبيل إعلان وقف إطلاق النار، مازال الكيان الصهيوني يسابق الزمن لتنفيذ المزيد من الجرائم، وإن دل هذا على شيء فهو يدل على وحشية كيان لا يدعمه إلا الفجار، ولا يضع يدا بيده إلا أصحاب الأيدي القذرة الممدودة للشيطان.

سمير بوخنوفة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.