عـائـلات تلجـأ إلى الزراعـات المنزليـة لمواجهـة تقلبـات الأسعـار

لجأ العديد من أرباب العائلات على المستوى الوطني، إلى عادة قديمة تتمثل في استئناف الزراعات المنزلية للخضر والفواكه، خاصة على مستوى الأرياف والقرى، وهذا من أجل مجابهة أزمة تقلب الأسعار والزيادات المتواصلة في أسعار المواد الغذائية والخضر والفواكه.

ولا تعد عادة الزراعات المنزلية بالغريبة عن العائلات القاطنة في الأرياف والقرى، لأن هذه العادة كانت متوارثة إلى عهد قريب، قبل أن تضمحل شيئا فشيئا خلال السنوات الأخيرة، نتيجة التغيرات الكبيرة الحاصلة في المجتمع والتوجه نحو الاستهلاك المباشر دون الإنتاج كما كان قائما في سنوات خلت.

وعادت الكثير من العائلات في المناطق الريفية، إلى عادة زراعة الخضر والفواكه، وهذا من أجل توفير ما تحتاج إليه هذه العائلات من غذاء، دون الاعتماد كليا على شراء هذه المنتوجات من الأسواق، وهذا في ظل الارتفاع المستمر في الأسعار، خلال السنة الجارية، حيث تجاوزت أسعار بعد المواد حدود “المعقول” حسب عدد من أرباب العائلات، بعد أن وصل سعر الكيلوغرام الواحد من الطماطم إلى عتبة 250 دج، والبطاطا إلى أكثر من 120 دج، دون إغفال باقي الخضر والفواكه، وهو ما جعل العديد من العائلات تضطر للعودة إلى عادة غرس الخضر والفواكه خاصة مع توفر المساحات اللازمة للغراسة.

وكانت جائحة “كورونا” التي عرفتها البلاد خلال السنوات الفارطة، قد أعادت الاهتمام بالزراعات المنزلية، إلا أن موجة التقلبات في الأسعار خلال الأشهر الفارطة، جعلت خيار العودة إلى الزراعات المنزلية ضروريا وإجباريا بالنسبة للعديد من أرباب العائلات، خاصة مع المخاوف من أزمة “الندرة” في بعض المواد ذات الطلب الواسع، فضلا عن التكلفة العالية لمصاريف شراء الخضر والفواكه والتي باتت تثقل كاهل العائلات في الأونة الأخيرة خاصة مع الزيادات التي مست مختلف المواد الغذائية، مما يجعل الزراعات المنزلية خيارا جيدا من أجل التقليص من النفقات المالية.

وحسب الدكتور سمير كبور، المختص في التغذية الدقيقة، فإنه وفقا لدراسة منشورة في مجلة “Rustica”، يمكن أن تلبي حديقة بمساحة من 250 إلى 300 متر مربع احتياجات الفاكهة والخضروات لعائلة مكونة من 04 أفراد طوال العام، وحسب ذات الدراسة فإن 300 ساعة من العمل السنوي تكفي للإبقاء على حديقة الخضروات حية، وللحصاد والغرس، ويمكن إنتاج حوالي 05 إلى 600 كلغ من الفاكهة والخضروات في الزراعة المستدامة.

ويضيف الدكتور سمير كبور، فإنه عمليا يمكن زراعة جميع أنواع الخضروات منها الكراث، الفاصوليا المجففة، الملفوف، والخضروات المعمرة (الخرشوف وما إلى ذلك) أو النباتات التي تحتاج إلى مساحة كبيرة للنمو، مثل البطاطس والقرع، كما لا يجب استبعاد زراعة الأزهار لأن لها تأثيرا مفيدا على الخضروات، إما لأنها تجتذب النحل والحشرات الملقحة الأخرى أو لأنها تطرد الطفيليات.

عبد الهادي.ب