هناك مثل سائد ومستجد يقول (وين تدورها ما تلقالهاش حل) والمقصود أن المواطن صار محاصرا بسلسلة من الأزمات والمشاكل والمتاعب التي لم يجد لها من حلول، حيث تزداد ضيقا وتعقيدا يوما بعد آخر في الوقت الذي استبشر فيه الجزائريون خيرا وهم يتداولون ترسانة من الإجراءات الموجهة لضرب قواعد الفقر و”الميزيرية” وقلة ذات اليد وعجز القدرات الشرائية على اللحاق بركب “الأسعار” المتسارع، ما خلق نوعا من الارتباك في أوساط العائلات الجزائرية أدى إلى انتشار ظواهر قد لا تكون ذات شأن في بداياتها لكنها ستؤول إلى ما هو أسوأ في حال تهاون الحكومة والمسؤولين وعدم تعجيل المخططات “الإنقاذية الفعلية” التي تحرص على ضمان كرامة المواطن والمراهنة على حقوقه..
ويجب الاعتراف أن الشعب الجزائري أُنهك تماما واستنزفت جميع قواه وهو يتلقى الأزمة تلو الأخرى ولا يهم في مثل هذه الأحوال إن كانت مُفتعلة أو تكشف مدى هيمنة سوء التسيير وقصر التقدير الذي لا يستشرف تداعيات انتشار الظلم والفقر ومظاهره وعدم تثمين الجهود وقطع الأرزاق وتسقيف رؤوس الأموال وفرض رقابات عشوائية ومتابعات لأصحاب الحرف والأعمال الحرة، ومُحاصرة الشعب بفُجائية القرارات دون منحه فرصة أو مساحة كافية لأخذ أنفاسه وسط هذه الفوضى التي لن تكون خلاّقة بقدر ما هي تهدد سلامة وأمن البلاد إلى أبعد حد..
عندما تعهد السيد الرئيس عبد المجيد تبون أمام الشعب في حملاته الانتخابية التي سبقت عُهدتيه الأولى والثانية وتمكن من خلال تلك التعهدات من انتزاع الفوز بغالبية تؤكد أن الجزائريين يقفون وراءه ويدعمونه ويُحمّلونه كل تطلعاتهم وأحلامهم في العيش الكريم والتمتع بالحريات والانفتاح على التحولات المشهودة في العالم والتي تضمن كسر قيود التضييقات البيروقراطية والتشدد في الإجراءات التي لا لزوم لها وغير ذلك مما يُعطّل مسيرة التغيير المشهودة، قال كلمته التي كانت الورقة الرابحة بالتلويح بكون المستقبل سيكون لأبناء الجزائر في وطنهم وأن الجهود ستتحول من أجل ازدهار البلاد والارتقاء والرقي..
ولا خلاف في أن الاستهداف الداخلي والخارجي للجزائر قد ساهم في عرقلة هذه “المسيرة” التي تعتبر بمثابة أمل يتقاسمه كل الشعب بمسؤوليه إلا أنه لا يمكن أن يُتخذ ذريعة للتراخي والتأجيل والتشتت والتبعثر في عشوائيات سيكون لها عظيم الأثر في التراجع بدلا من التقدم والأيام كفيلة بالتوضيح ورفع اللُّبس ووضع الأمور عند نصابها الصحيح.
سماح خميلي