
خلال كلمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال أن أخطر ما تواجهه البلاد اليوم هي الخلايا النائمة، وعلى ما يبدو فإن الرئيس المصري، وبغض النظر عن سياسته التي تعارضها فئة معتبرة من المصريين إلا أنه أصاب فيما قال بخصوص الخلايا النائمة، ذلك لأن عديد البلدان باتت تواجه نفس الخطر خاصة تلك التي شهدت أزمات داخلية بسبب التطرف والتعصب على غرار الجزائر.
اليوم، والدولة تسعى بكل ما أوتيت من جهد ومن أدوات لتمتين الجبهة الداخلية وتعزيز مكسب الاستقرار، لا يجب أن ننكر أو نتجاهل “خطر الخلايا النائمة”، التي لو تتاح لها فرصة فإنها لن تتوان عن زعزعة استقرار البلاد، وفي هذا الصدد، يجب القول أن هناك في الجزائر ما يشبه جاليات إيديولوجية، أي أن هناك فئات من الذين يحملون جنسية جزائرية، وجواز سفر جزائري، وأصولا جزائرية وعقولا وأفكارا وقلوبا “أجنبية” تختلف باختلاف الولاء.
من بين الجاليات الإيديولوجية، هناك الجالية السعودية التي مازالت تعتقد بأن “الإسلام هو السعودية وشيوخ السعودية”، وهذه الجالية لا تلفظ بأية كلمة عندما يتعلق الأمر بما يحدث في المملكة العربية السعودية من “معاص” ومن “أمور لا يتقبلها العقل والمنطق” ولا تليق ببلد يسمونه “ببلد التوحيد”، على غرار ما يحدث كل عام خلال فعاليات موسم الرياض، ناهيك عن “ظاهرة الشذوذ والتحول الجنسي” التي تفشت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة بالمملكة في وقت يسعى فيه ترامب “الذي تأتمر المملكة بأوامره” لإنهاء مثل هذه الفواحش في بلاده وهو من قال أنه سيقضي على “الشذوذ فور تنصيبه”، هذه الجالية التي “تغض البصر عن المنكرات” في المملكة العربية السعودية لا تتوان عن “التهجم” على الجزائر دولة وشعبا حتى عندما يتعلق الأمر “باحتفال” أو نشاط “لحظي” بمناسبة ما لا يسمو درجة واحدة لفظاعة ما يحدث في المملكة العربية السعودية التي “تضم مقدسات المسلمين” وتمول “برامجها الماجنة” بعائدات ركن من أركان الإسلام الذي هو دين المسلمين جميعا وليس دين السعودية وحدها حتى تستغله في “السياحة الدينية”.
منطق الوطنيين في أي بلد عموما، وفي الجزائر على وجه الخصوص يقضي بأن “نتغاضى عن زلات مؤسسات بلادنا، وأبناء شعبنا” درءا للكثير من التأويلات التي لا تصب في الكثير من الأحيان في صالح بلادنا، غير أن الجاليات الإيديولوجية تفعل ذلك مع “البلدان التي تعتبرها أوطانا لها” فتدير ظهورها لكل المنكرات بها، لكنها تهاجم الجزائر بلا هوادة، فما الذي يمكن استخلاصه من هذا؟
سمير بوخنوفة