متابعات

طبول الحرب تقرع في الشرق الأوسط

مصر والأردن يلوحان بالحرب على إسرائيل ونتنياهو يتحدى السعودية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هل تأتي الخيانة العربية من نظام المخزن؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لم يلبث الشعب الفلسطيني في فرحته بوقف إطلاق النار مع الاحتلال الصهيو-نازي كثيرا، فبعد أجواء من الغبطة والسرور بعودة مئات الأسرى لذويهم في صفقة التبادل التي وقعتها حماس وإدارة الكيان، وملحمة العودة لقرابة نصف مليون شخص أو تزيد لشمال القطاع مشيا على الأقدام، اصطدم الغزاويون بقرار ترامب في تهجيرهم من أراضيهم عنوة وتقديم القطاع على طبق من ذهب للشعب الذي “لا يملك أرضا”، والتي يحاول تمريرها بتصريحات يومية أوقفت العالم كله على رجل واحدة منتظرا ما سيحدث في الشرق الأوسط.

رضوان غضبان ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــ

“هددت مصر برمي معاهدة كامب دايفيد والوقف بالعمل بها، ومواجهة أي إجراء للتهجير القصري نحو سيناء بحرب عسكرية شاملة على دولة الكيان”

ــــــــــــــــــــ

“الأردن يتوق لحل سلمي ولا يقبل بأي شكل من الأشكال تهجير الفلسطينين من بيوتهم وأراضيهم ولكنها على استعداد تام للحرب في حال ما تم الاعتداء على سيادتها الوطنية”

ـــــــــــــــــــ

“يجدر بالذكر أن المغاربة خانوا الجزائر أكثر من مرة خلال ثوراتها الشعبية وخلال حرب التحرير كما خانوا العرب من قبل بتسجيل اجتماعا كاملا لزعماء عرب وإرساله مباشرا لإسرائيل، فالخيانة لدى المخزن متجذرة ومتأصلة”

ـــــــــــــــــــ

 

خطة “ريفييرا الشرق الأوسط” العقارية في غزة

يواصل ترامب سلسلة تصريحاته المستفزة والتي وصفها محللون وسياسيون عرب وأجانب وحتى أمريكيون أنها “مجنونة” محاولته لفرض سياسة الأمر الواقع لخطته في تهجير الغزاويين من أرضهم، فبعد حديثه عن تهجير مئات الآلاف هاو يصرح من جديد بعملية تهجير شاملة لأزيد من مليوني شخص، وخطة في أن يضف القطاع لمساحة إسرائيل التي يراها “صغيرة جدا” وأكمل أنه ينوي أن ينشأ شاليهات وفنادق سياحية مطلة على البحر الأبيض المتوسط وإنشاء ما أسماه ترامب “ريفييرا الشرق الأوسط” التي تمتلكها أمريكا وتحميها عسكريا “مليشيات الجيش الصهيو-نازي”.

هذا وأتت تصريحاته التي أبانت عن الوجه الحقيقي لهذا الرجل الذي لم يتغير عن فترة حكمه الأولى لدولة العم سام بعد لقائه بنتياهو والذي وصفه “بالصديق الحميم لإسرائيل”، كما جاءت وسط حملة دولية واسعة من التنديد بخطورة ما يقوم به “ملتهم الهمبرغر -كما يطلق عليه في القنوات العبرية-” في حق سكان غزة الذين يجدون أنفسهم دائما بين مطرقة الصهاينة بحرب إبادة أو سندان ترامب بخطة تهجير.

قناة بن غوريون حلم لن يكتمل إلا باحتلال القطاع

وبعد الإعلان عن خطة التهجير رجعت لأذهان الشارع العربي مخططات سابقة تحدثت عنها حكومات متتالية لجيش الإحتلال، وأبرزها مشروع “قناة بن غوريون” الذي يراد به منافسة “قناة السويس المصرية”، ويهدف هذا المشروع للربط بين خليج العقبة والبحر المتوسط عن طريق قناة مائية تحمل إسم مؤسس الكيان دافيد بن غوريون لتنافس قناة السويس وتخلق منفذا بحريا للصهاينة الذين منعوا مرات كثيرة من الغبحار في مضيق تيران، كما ستعتبر مصدرا إضافيا لمداخيل مالية جديدة للكيان، فقد حققت قناة السويس إرادات مالية سنة 2023 تقدر بحوالي 9.4 مليون دولار ، ومن المتوقع أن تكون بطول 292.9 كلم أي أكبر بقرابة الثلث من قناة السويس.

وهنا يتجلى لنا سبب تكلاب ترامب على أهل غزة إذ أنها المنطقة الوحيدة الصامدة أمام هذا المشروع، حيث أن “ملتهم الهامبرغر” وصديقه “الحميم” نتن ياهو يعلمان جيدا أن بوجد غزة وأهلها والمقاومة لن يرى مشروعهم الخبيث النور وسيظل حبيس الأوراق فكان حلهم من حل “رعاة البقر” الإبادة الجماعية أو التهجير الجماعي والقصري.

مصر تحشد وتضغط برمي معاهدة السلام، والدخول في حرب مسلحة مع الكيان

وعلى الرغم من أن ترامب أكد ويؤكد مرارا أن التهجير سيتم إلا صحراء سيناء، فإن مصر التي ردت برد قاس جدا على الرئيس الأمريكي برفضها القاطع، اتخذت نفس النهج الذي يتخذه ترامب حيث صعدت لهجتها مرة ثانية وأكدت عن أن التدخل في شأنها الداخلي وأمنها القومي خط أحمر عريض لن تسمح بأي حال من الأحوال من اختراقه، حيث هددت برمي معاهدة كامب دايفيد والوقف بالعمل بها ومواجهة أي إجراء للتهجير القصري نحو سيناء بحرب عسكرية شاملة على دولة الكيان، وأكدت مصر أنها ليست بالدولة التي تريد حربا أو نزاعا بالمنطقة لكنها لن تتوانى في الدفاع عن نفسها وأن خيار الحرب مع الكيان وغلق سفارته في القاهرة موضوع وارد، في حال تم تنفيذ مخطط التهجير.

هذا وتداول نشطاء مصريون على مواقع التواصل الاجتماعي نقل مئات الدبابات الحربية والمصفحات وراجمات الصواريخ إلى أرض سيناء في تصعيد جديد وتأهب لحالة الحرب.

كما ينتظر أن يلتقي الرئيس المصري والعاهل الأردني بترامب من أجل المباحثات في هذه الأزمة.

الأردن على خطى مصر.. وتعزيزات عسكرية مكثفة على حدود اليهود

بدورها قامت الأردن بنفس الخطوات المصرية إذ قامت بنشر مكثف لقواتها العسكرية مع رفع حالة التأهب لأقصى الدرجات استعدادا لحالة الحرب، حيث صرحت الغدارة الأردنية عن استعدادها لنسف اتفاقية السلام مع إسرائيل والدخول في الاشتباك المسلح مع الجيش الصهيوني، وأكدت الأردن أنها ستغلق حدودها في حال ما تمت عملية التهجير وأن أي عمل اسرائيلي لمحاولة فتحها بالقوة سيكون بمثابة إعلان مباشر للحرب.

هذا وحسب صحيفة “ميدل ايست”البريطانية فإن الأردن يتوق لحل سلمي ولا يقبل بأي شكل من الأشكال تهجير الفلسطينين من بيوتهم وأراضيهم ولكنها على استعداد تام للحرب في حال ما تم الاعتداء على سيادتها الوطنية.

نتنياهو يهاجم السعودية والمملكة ترد

من جانبه يواصل مجرم الحرب بن يامين نتنياهو تكالبه على مختلف الدول المحيطة بالكيان وهذه المرة توجه تصريحاته المسمومة للملكة العربية السعودية، فبعد أن جر “مليشيات جيش الاحتلال” لحرب طوفان الأقصى التي على الرغم من كل ما قم به من إبادة جماعية إلا أنه عسكريا وميدانيا وحتى دبلوماسيا واقتصاديا قد خسر الكثير فقد تراجع الاقتصاد الصهيوني وتراجعت أيضا قائمة المساندين لهم على الصعيد الدبلوماسي كما أنهم فقدوا الكثير من العتاد والمقاتلين من ميليشاتهم في قطاع غزة، يحاول نتنياهو جرهم من جديد لحرب إقليمية محتميا فيها بأمريكا الراعي الرسمي لإجرام الكيان.

فبعد تصريح الخارجية السعودية بكونها لن تطبع علاقتها مع إسرائيل إلا بعد حل الدولتين على حدود 67، خرج نتياهو ليقول: “العودية تمتلك أراضي شاسعة، وإن أرادت قيام دولة فلسطينية فلتكن على أراضيها” في رسالة واضحة منه أن شرط قيام فلسطين لن يكون مطروحا إطلاقا في فكر الكيان، وفي تحد صريح للملكة التي ردت ببيان هي الأخرى شديد اللهجة مؤكدة أن ثوابتها راسخة ولن تتغير، كما أن تصريح نتياهو يحمل كثيرا من الخبث إذ يمكن قراءته على محاولة لفهم رؤية المملكة السعودية مع قضية التهجير، هاته الأخيرة التي أكدت أنها ستعمل بكل الطرق على وقف مخطط ترامب والكيان.

خيارات كثيرة لخطة التهجير والمغرب ضمن القائمة

وعلى الرغم من مواصلة ترامب تأكيده على أن التهجير سيكون بمصر أو الأردن، ومع موقفهما الحالي وجد ترامب نفسه أمام حتمية تغير البوصلة فأراد طرح وتجريب عدة دول لرؤية ردة فعلها وأيها يمكن الضغط عليه من أجل تنفيذ المخطط، كما صرح ترامب، أنه “ليس في عجلة من أمره” لتنفيذ مقترحه الخاصّ بتولّي الولايات المتحدة “إدارة” قطاع غزة، ونقل سكانه إلى دول أخرى لتنفيذ مشاريع عقارية فيه”، ويبدوا أنه يخطط لطبخة جديدة فبعد تداول عدة أسماء لدول ظهر إسم المغرب ضمن الدول المقترحة، هذه الأخيرة التي طبعت حكومتها مع الكيان وأعطته أراضي وممتلكات شعبها حيث أخرجت إدارة المخزن أبناء بلادها ليسكن محلهم إسرائيليون مغاربة، الأمر الذي يدفعنا لتأكد من أن النظام المخزني مستعد أن يبيع أي شيء فقد باع قبلها شرف بناته وقبل ذلك أرضه بدراجة هوائية فكيف لا يبيع القضية الفلسطينية.

ويجدر بالذكر أن المغاربة خانوا الجزائر أكثر من مرة خلال ثوراتها الشعبية وخلال حرب التحرير كما خانوا العرب من قبل بتسجيل اجتماعا كاملا لزعماء عرب وإرساله مباشرا لإسرائيل، فالخيانة لدى المخزن متجذرة ومتأصلة والاعتقاد بغير ذلك فيه كثير من البلادة والسذاجة، ومن المقترح أن توافق الحكومة المغربية على خطة التهجير فقط لمقابل أن تعترف أمريكا بأن الصحراء الغربية مغربية، كما أن المملكة المغربية ذات فكر توسعي إذا قامت باحتلال أراضي الصحراء وتسعى جاهدة لضمها فهي لا ترى في الاعتداء على حقوق الغير حرجا، ناهيك عن كونها إحدى الدول القلائل التي لم تندد بمخطط التهجير ولم تفنده مثل باقي الدول العربية والإسلامية بل وحتى الغربية، وطبعا يضاف لكل هذا أنها بلاد بلا سيادة وأن سيادتها الوحيدة في قمع شعبها ورسم خطط الخيانة ضد أشقائها وجيرانها.

أخيرا، يمكننا القول أن موقف مصر والأردن كان لحد الآن مشرفا جدا ويثبت سيادة الدولتين، في حين أبان ترامب أنه ليس برجل سلام مثلما حاول التسويق خلال حملته، أما نتياهو فأكد أنه لعبة أمريكا وسفاح برتبة مجرم حرب وشيطان في ثوب إنسان، في وقت ننتظر ردة فعل المخزن فعل سيكون شريفا مثلما يدعي أم أنه سيحمل خنجر “بروتوس” ليضعه في قلب القضية الفلسطينية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.