يواصل القـاتل الصامت، حصد ضحاياه في العديد من المنازل عبر الوطن، وسط استهتار كبير للمواطنين بحيـاتهم بسبب تجاهلهم للغازات المنبعثة من أجهزتهم وتماطلهم في تصليح الأعطال الحاصلة بأجهزة التدفئة والتسخين، وهو ما يرشح ارتفاع الحصيلة لأعداد هائلة تزامنا وفصل الشتاء الحالي.
وبالرغم من الحملات التحسيسية والتوعوية التي تؤطرها المصالح المعنية بالتنسيق مع المجتمع المدني والمؤسسات المختلفة، والتي مست المساجد والمؤسسات التربوية ومراكز التكوين المهني وغيرها من المنابر الإعلامية، غير أن المواطنون يواصلون استهتارهم بحياتهم في ظل ارتفاع ضحايا الغاز القاتل، بتسجيل ضحايا يوميا سواء على مستوى ولاية باتنة أو على المستوى الوطني، حيث تسجل مصالح الحماية المدنية يوميا ضحايا التسمم بالغاز منهم من فارق الحياة ومنهم من تم إنقاذه في آخر لحظة ونقل على جناح السرعة إلى المراكز الاستشفائية لتلقي العلاج اللازم، ورغم تزايد حوادث الغاز وكذا ارتفاع عدد ضحاياه والجهود المتواصلة التي تبذلها مصالح سونلغاز والحماية المدنية والعديد من الفاعلين للحفاظ على حياة المواطنين، غير أن ذلك يبقى رهينا بمستوى الوعي لدى هؤلاء الذين يماطلون في اتخاذ إجراءات الوقاية والحماية لتفادي ما لا يحمد عقباه.
من جهتها، كانت مصالح سونلغاز قد أطلقت في السنوات الأخيرة حملة واسعة لحماية المواطنين من مخاطر الغاز من خلال تركيب أجهزة الكشف عن تسربات الغاز التي تعطي إنذارات بوجود التسرب وهو ما يستلزم تدخلا سريعا لإصلاحه، حيث مست هذه العملية عددا واسعا من المنازل عبر ولاية باتنـة ولا تزال مستمرة لغاية استفادة كافة العائلات من هذا الكاشف الذي من شأنه التقليل من الحوادث الخطيرة الحاصلة جراء تسرب الغاز سواء من أجهزة التدفئة أو التسخين.
فوزية. ق