
انتخب وليد صادي يوم أمس الثلاثاء رئيسا للاتحاد الجزائري لكرة القدم للعهدة الأولمبية 2025-2029 وذلك خلال الجمعية العامة الانتخابية التي احتضنها نادي الجيش بـ”بني مسوس” في العاصمة، ورغم كونه المرشح الوحيد، حاز برنامج صادي الانتخابي الذي عرضه للعهدة المُقبلة على العلامة الكاملة عبر تزكية 76 عضوا صوتوا بـ”نعم”، مقابل ورقة واحدة مُلغاة وورقة واحدة بـ”لا” من جملة 78 عضوا سجلوا حضورهم في الجمعية العامة الانتخابية التي عرفت غياب عضوين اثنين، وكان وليد صادي قد انتخب يوم 21 سبتمبر 2023 رئيسا للاتحاد الجزائري لكرة القدم من أجل إكمال العهدة الأولمبية السابقة التي شهدت تعاقب 3 رؤساء هم شرف الدين عمارة وجهيد زفيزف ثم وليد صادي، للإشارة فإن الأخير يشغل أيضا منصب وزير الرياضة، إذ عيّنه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في آخر تعديل وزاري شهر نوفمبر الفارط، فيما تم إسناد مهام وزارة الشباب للوزير مصطفى حيداوي.
صادي: “هذه العهدة ستكون للتكوين وأخلقة كُرة القدم”
وتضمن برنامج صادي الانتخابي على 6 محاور أساسية متعلقة بتطوير وأخلقة كُرة القدم المحلية، ناهيك عن الحوكمة في التسيير والتسويق والتمويل وتقوية مجالات الشراكة مع الهيئات الكروية الدولية وتدعيم وتطوير خلية الإعلام، وفي هذا الصدد قال رئيس “الفاف”: “تنتظرنا تحديات كبيرة، لقد لخصت برنامجي في 6 محاور استراتيجية وهذه العهدة ستكون خصيصا لتطوير كُرة القدم وأخلقة هذه الرياضة لأننا لاحظنا في الآونة الأخيرة أن الأمور خرجت عن نطاقها الرياضي”، وأضاف: “سنركز على التكوين في هذه العهدة، يجب أن يكون هناك عمل كبير وخاصة على مستوى المنتخبات الشُبانية وبالنسبة للمنتخب الأول فنحن نوفر كل الإمكانيات اللازمة للحصول على نتائج كبيرة، ولمَ لا نيل التتويجات”، وكشف صادي أن نظام المنافسة قد يتغير، حيث قال: “سأطلب من المُجمع التقني لدراسة تغيير نظام المُنافسة وخاصة في الهرم، هناك ولايات منتدبة جديدة وهذا ما يُعقد من تنقل الأندية وخاصة في الجنوب الكبير، ولذلك طلبنا أن نفتح ورشة لأجل تغيير نظام المُنافسة وأيضا التقسيم الجغرافي لبعض الرابطات”.
“الإعلام الجزائري سيكون حاضرا بقوة في كأس إفريقيا”
وقبل انتخابه، كان وليد صادي قد أدلى بتصريحات مختلفة على هامش تظاهرة لإحدى الجمعيات المهتمة بالصحافة الرياضية، فنفى كُل الشائعات التي تحدثت عن إمكانية غياب الإعلاميين الجزائريين عن كأس أمم إفريقيا المُقبلة بالمغرب وأكد أن الإعلام وخاصة الرياضي منه سيكون حاضرا بقوة في “الكان” لتغطية الحدث، ذلك أن “الفاف” تقدمت بطلب للاتحاد الإفريقي لكرة القدم من أجل رفع عدد الصحفيين الجزائريين المُعتمدين لتغطية كأس إفريقيا إلى 100 صحفي، ذلك أن كُل دولة تملك الحق -حسبه- في الحصول على 50 اعتمادا صحفيا، وقال صادي في تصريحاته: “كل بلد لديه الحق في الحصول على 50 اعتماد صحفي لتغطية كأس أمم إفريقيا، لكننا تقدمنا بطلب لرفع حصتنا إلى 100 صحفي”، وأضاف: “يجب أن نتحلى بالإيجابية لأن الأمر يتعلق بحدث كبير وسنفتخر لأننا سنشارك فيه، ولمَ لا ننجح في نيل كأس أمم إفريقيا في المغرب”، وأكد صادي في كلامه كوزير للرياضة أنه في دائرته الوزارية يُمد يد العون لجميع الصحفيين الرياضيين وأنه “لا يقبل أن تتم إهانة الصحفي الرياضي في كُل الملاعب الجزائرية، هذا وعد مني شخصيا، سنسدي تعليمات صارمة لكل المركبات الرياضية والملاعب لكي تكون هناك تسهيلات لكل العائلة الرياضية، هناك جانب أمني يجب مُراعاته، وأستغل الفرصة لأخبركم بأنه أسديت تعليمات من السلطات العُليا للبلاد بأن نفتح جلسات وطنية للرياضة وسنُخصص ورشة خاصة للإعلام الرياضي”.
“رئيس الجمهورية يصر على تقوية الدبلوماسية الرياضية”
وأفاد وزير الرياضة في تصريحاته للصحافة الرياضية الجزائرية أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لديه استراتيجية خاصة لأجل دعم ما أسماه بـ”الدبلوماسية الرياضية”، وقال: “اليوم تكلمت كثيرا عن القوة الناعمة (Soft power)، أنتم تلاحظون أنه بكرة القدم أصبحنا نتدخل في سياسات دولة، ولذا أظن أن رئيس الجمهورية لديه رؤية استراتيجية قوية يُريد من خلالها أن ترجع الدبلوماسية الرياضية بقوة”، وأتبع: “الجمع بين مهام وزارة الرياضة ورئاسة الفاف لن تؤثر عليَّ، أنا مستعد للقيام بمهامي كما يجب، اليوم التحديات كبيرة وخاصة بما يجري في المنطقة وفي العالم بأسره”، وأضاف: “يجب تقوية الجبهة الوطنية وخاصة في مجال الإعلام، ولهذا أنا أصر على مصطلح القوة الناعمة، فاليوم أصبحت بعض الدول تتدخل في سياسات دول أخرى من خلال الرياضة، وخير دليل ما حدث في قضية إيمان خليف التي واجهت بعض الشعارات المضادة حتى من رؤساء دول، وأمام هذا يُمكنكم رؤية تأثير الرياضة أين وصل، وعلينا أن نستبشر خيرا أننا نسير القطاع بأشخاص لديهم الخبرة ولا أتكلم عن الكفاءة التي أترك الحكم بخصوصها لكم (مُخاطبا الصحفيين)، فالخبرة هي التي ستصنع الفارق، وبإذن الله سنكون على قدر هذه المسؤولية”.
م. بلقاسم