إقتصاد

شريك إيطالي جديد يختبر مناخ الاستثمار في الجزائر

أسابيع فقط من استقطاب العملاق القطري "بلدنا"

تعدت زيارة رئيس الجمهورية إلى إيطاليا الأسبوع الفائت المشاركة في اجتماع كبار العالم إلى التوقيع على صفقة شراكة “ضخمة” مع البلد المضيف لِقمة جي 7 ومن شأنها تمتين العلاقات الإيطالية الجزائرية وتعزيز قواعد العمل المشتركة بين البلدين بالإضافة إلى التأسيس عبر المشروع الفلاحي المرتقب في صحراء تيميمون لمحور اقتصادي عالمي غني بفرص الاستثمار التي لا تقل عن وزن بلدين ينفردان في الوقت الحاضر بتشكيل ميزان الثقل بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

 

تكللت زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى باري الإيطالية الأسبوع المنقضي بعقد واحدة من أضخم الصفقات الفلاحية ذات الطابع الاقتصادي والتجاري والتي من المزمع أن تكون صحراء ولاية تيميمون محطة لها، ومنطلقا لواحد من “أثقل” الاستثمارات الإستراتيجية التي تربط روما والجزائر في السنوات الأخيرة، سيما وأن المشروع يتعدى في أهدافه المستقبلية الشق الاقتصادي إلى إستراتيجية تتكامل مع سياسة الأمن الغذائي القومي في مجال البقوليات والحبوب الجافة قبل مباشرة التصدير في وقت لاحق.

وأعطى الإشراف الشخصي لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ورئيسة وزراء إيطاليا السيدة جورجيا ميلوني العمق المتوخى من مشروع الشراكة الذي يعول كلا الطرفين على تحقيق أهدافه الآنية والمستقبلية كرافد وصمام أمان في مسألة الأمن الغذائي للجزائر على وجه التحديد في مجال البقوليات والحبوب الجافة وفي مجال الصناعات الغذائية بالنسبة للطرف الشرك. كما ينتظر من مشروع الشراكة أن يتحول إلى قبلة القارة في شعبة الحبوب الجافة حالما يستقر المشروع على إطلاق أول عمليات التصدير باتجاه العمق القاري الإفريقي.

ويأتي المشروع الكبير في سياق تقارب جزائري ـ إيطالي حثيث ما فتئ يتزايد منذ تبادل زيارات الدولة على أعلى مستوى بين البلدين، تبادل خلالها الرئيسان “ماتاريلا” و”تبون” أعلى “التشريفات” في الاستقبال والضيافة وانعكست بصورة فورية على دفع حرارة أكبر إلى خط الجزائر ـ روما.

وتُوِّجت مشاركة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في قمة السبعة لكبار المُصنّعين في العالم التي انعقدت بمدينة باري الإيطالية وناقشت آثار التغير المناخي والتنمية في إفريقيا باتفاق استراتيجي تُجسده شراكة جزائرية إيطالية لإنجاز مشروع ضخم بولاية تيميمون.

وجاء في بان الرئاسة الجزائرية أن مشاركة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في قمة السبع لكبار المُصنعين في باري الإيطالية  توِجت باتفاق استراتيجي لإنجاز المشروع بولاية تيميمون باسم “مؤسسة ماتيي إفريقيا” الذي سيمتد من عام 2024 إلى 2028.

ويهدف المشروع من جهة أخرى إلى تعزيز وتقوية العلاقات الممتازة بين الجزائر وإيطاليا على كل الأصعدة ويدفع المسار الاقتصادي الوطني بسرعة أكبر نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي حسبما ذكره البيان.

جدير بالذكر أن الجزائر تعتبر المزود الرئيسي لروما بالغاز وذلك عبر خط أنابيب “ترانسميد” الذي يربط الجزائر بإيطاليا عبر تونس.

وزارت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الجزائر في زيارة “عمل وصداقة” العام الماضي التقت فيها رئيس الجمهورية السيد عبدالمجيد تبون وتناولت الزيارة ملفات هامة سيما في الجانب الاقتصادي.

وجلب قطاع الصناعة في الجزائر في أعقاب إصلاحاته شركة فيات الإيطالية التابعة لمجموعة “ستيلانتيس” بافتتاح مصنع لتجميع السيارات في وهران بطاقة إنتاج أولية تبلغ 50 ألف سيارة في السنة تشمل أربع طرازات.

ويضاف مشروع الشراكة الجزائرية الإيطالية بجانب مشروع فلاحي مماثل من حيث ضخامة الصفقة بين الجزائر وشركة “بلدنا” القطرية لإنتاج الحليب ولحوم الأبقار بولاية أدرار على مساحة 117 ألف هكتار.

ويعطي الانحياز لصالح المشاريع العملاقة التي تسجلها الجزائر في القطاع الفلاحي الرؤية الإستراتيجية للبلاد بخصوص خارطة الأمن الغذائي التي تعول الجزائر على كسب معركتها وتحدياتها كمنطلق أساسي للتحول من مسار البلد النامي إلى مسار البلدان الناشئة اقتصاديا.

عبد الرحمان شايبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.