عادت قضية ريان شرقي لاعب نادي ليون وارتباطه بالمنتخب الجزائري لتصنع الحدث مرة أخرى في وسائل الإعلام الفرنسية والمحلية، وذلك بعدما تطرق موقع “فوت ميركاتو” للموضوع بناءً على أخبار سابقة نُشرت في وسائل الإعلام الجزائرية حول ربط “الفاف” لإتصالات قوية مع عائلة اللاعب، ويبدو جليا أن صاحب الـ 21 عاما يُماطل مُتعمدا ويواصل ربح الوقت للتركيز أكثر على ناديه، أو بالأحرى مستقبله من جهة وملاحقة فرصته لأجل اللعب مع المنتخب الفرنسي إلى آخر رمق من جهة أخرى، وإلا فإنه لا يوجد أي داع للتأخر أكثر عن الإلتحاق بمُنتخب يسعى لضمان تأهله إلى كأس العالم 2026 وسيدخل مرة أخرى غمار تصفيات قوية جدا بداية من مارس المقبل، ناهيك عن مختلف التحديات التي تنتظره في العام المقبل وعلى رأسها كأس أمم إفريقيا التي ستشُد إليها أنظار العالم وستشهد حتما منافسة قوية جدا بين منتخبات شمال القارة كونها تُنظم في المغرب، وأكد موقع “فوت ميركاتو” أن قضية ريان شرقي اشتعلت اليوم أكثر من أي زمن مضى، نظرا لضيق الوقت وأيضا لنهاية جُل فرص اللاعب مع الفئات السنية لمنتخب فرنسا، إضافة إلى الضغوط الرهيبة التي يفرضها الإعلام الجزائري في الأسابيع الأخيرة من أجل دفعه للقيام بموقف صريح.
“الفاف” تواصلت مع والده بعد نهاية الأولمبياد
يُدرك جميع المتتبعين أن سياسة الإتحاد الجزائري لكرة القدم حاليا لا تختلف كثيرا عن سياسة أحد أبرز الفاعلين في “قانون الباهامس” سابقا ويتعلق الأمر بمحمد روراوة الرئيس السابق لـ “الفاف”، حيث يتبنى وليد صادي سياسة واضحة يسعى من خلالها لضم أبرز المواهب الجزائرية في أوروبا لصفوف “الخضر”، وبناءً على ذلك فقد قاد دون شك مفاوضات عديدة من محيط اللاعب ووالده تحديدا في الصيف الماضي، سيما بعد نهاية الألعاب الأولمبية بباريس لمعرفة موقف شرقي من إمكانية تغيير الجنسية الرياضية في ذلك الوقت تحسبا لانطلاقة قوية مع المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش، غير أن اللاعب فضّل التريث وعدم إعلان أي شيء يخص مستقبله الدولي كونه كان في موقف صعب جدا مع نادي ليون، حتى إنه تأخر كثيرا في البدء هذا الموسم بسبب مشاكل تتعلق بعقده ومستقبله، أما الآن وقد أظهر شرقي إمكانياته الكبيرة مرة أخرى وبات مُرشحا للرحيل في الصيف المقبل إلى وجهة أخرى، فإن الجماهير الجزائرية تعتقد أنه لا يملك الحق في مزيد من التماطل وأن تحديد اختياره في هذا الوقت ضروري جدا بما أن بيتكوفيتش يعمل من الآن على تحديد تشكيلته الأساسية التي سينافس بها في مختلف المسابقات مستقبلا.
2025.. إما تحديد الموقف أو تصنيفه كـ “انتهازي” !
ونحن على أبواب سنة جديدة، بات من الواضح جدا أن ريان شرقي تحديدا سيكون أمام موقف صريح لتحديد موقفه من اللعب مع المنتخب الجزائري، حيث أنه ماطل لسنوات ولأسباب قد تبدو بعضها غير منطقية بما أنه لم يكن يُستدعى إلى المنتخب الفرنسي الأول، والآن لا يجب أن يواصل بنفس الطريقة وهو الذي يطمح للعب كأس العالم لسنة 2026 مهما كان الثمن، وتؤكد كل المعطيات الراهنة أن شرقي لا يملك أي فرصة مع المنتخب الفرنسي، ولا يتواجد دون شك ضمن مخططات المنتخب الإيطالي الذي يُمكنه تمثيله كون إيطالي الأب، ولذلك فإنه سيكون أمام خيار واحد أكثر منطقية وهو المنتخب الجزائري الذي يبقى المنتخب الأقرب إلى قلبه حسب الكثير من الأخبار التي انتشرت حول اللاعب في السنوات السابقة، إذ أنه مُقرب للغاية من عائلة والدته وطالما شعر بجزائريته أكثر من أي جنسية أخرى، والأكيد أن شرقي سيوصف باللاعب الانتهازي إن واصل تماطله في السنة القادمة ولم يُحدد خياره إلا باقتراب موعد المونديال، أو بالأحرى نهاية تصفيات المونديال وحلول موعد كأس الأمم الإفريقية المُقررة في ديسمبر 2025.
هل يتواجد في موقف قوة ليشترط مشروعا رياضيا؟
الغريب في الموضوع أن بعض وسائل الإعلام الجزائرية وحتى الأوروبية في صورة “فوت ميركاتو” تتحدث عن اشتراط ريان شرقي أو محيطه لمشروع رياضي قوي مع المنتخب الجزائري لأجل الانضمام، الأمر الذي يدفعنا للتساؤل حول امتلاك اللاعب لخيارات أخرى غير “الخضر”؟، فكونه لاعب إيطالي-فرنسي-جزائري لا يعني بالضرورة أن فرصه في تمثيل “الأتزوي” أو “الديكة” قوية، بل إنه سيُضيع كأس العالم المقبلة بنسبة كبيرة جدا لو فضل التريث أكثر وعدم اختيار الجزائر إلى ما بعد كأس أمم إفريقيا، ذلك أنه لا يمتلك فرصا كبيرة للدخول ضمن خيارات ديديي ديشان الذي لم يلتفت إليه حتى في عز سنواته سابقا، وحتما لن يفعل ذلك في المستقبل إلا إذا قدم شرقي أرقاما قوية جدا ولفترة طويلة، علما بأن بعض الأخبار تحدثت في وقت سابق عن عقلية اللاعب الصعبة التي تبقى واحدة من الأسباب التي جعلته أكثر بُعدا عن منتخب فرنسا، وبين هذا وذاك ينتظر الجمهور الرياضي الجزائري رحيله من ليون قبل كل شيء، سيما في الميركاتو الشتوي القادم بما أن آخر المستجدات الواردة من فرنسا تؤكد أن ناديه لن يُمانع بيعه في جانفي إن تحصل على عرض قوي في حدود 30 مليون أورو.
م. بلقاسم