
يدخل ريان شرقي نجم نادي ليون الفرنسي منعرجا حاسما للغاية، وذلك في ظل المستويات الرائعة التي يُقدمها رفقة فريقه في الدوري الفرنسي، ودخل الفرانكو-جزائري بديلا في لقاء ناديه ليون يوم أمس أمام نيس، وذلك بعدما كانت المباراة تشير إلى تعادل سلبي، لينجح في تسجيل هدف ليون الأول عند الدقيقة الـ78، أي دقيقة واحدة بعد دخوله، ورفع شرقي رصيده إلى 6 أهداف هذا الموسم بجانب 9 تمريرات حاسمة في “الليغ1″، ليتربع على صدارة أفضل لاعبي فريقه بـ 15 مساهمة وبفارق 4 مساهمات عن ملاحقه ألكساندر لاكازيت، وبفضل هذه الأرقام، أصبح شرقي حديث الجميع في فرنسا قبل فترة التوقف الدولي التي ستشهد خوض “الديكة” مبارتين ضمن منافسة دوري الأمم الأوروبية أمام كرواتيا ذهابا وإيابا.
استدعاؤه لتربص “الديكة” مستبعد رقم أرقامه الرائعة
ويستبعد المتتبعون في فرنسا استدعاء شرقي رفقة المنتخب الأول لأول مرة في مسيرته، ذلك أن المدرب ديديي ديشان أكد في تصريحات سابقة أنه يتابع شرقي وأكليوش عن كثب، لكنه أوضح أنهما لا يملكان مكانا رفقة “الديكة” في الوقت الراهن نظرا لقوة المنافسة، ورغم هذا التصريح إلا أن أكليوش لمح إلى تمسكه بفرصة اللعب مع فرنسا في تصريحات سابقة، بينما يواصل شرقي صمته بما أنه لم يقع في موقف محرج باستدعائه من المنتخب الفرنسي حتى الآن، ويرى الكثير من النقاد أن شرقي ينتظر مشاركته رفقة منتخب آمال فرنسا في كأس أوروبا الصيف المقبل، وبعدها سيحدد خياره بالانضمام إلى الجزائر، وذلك بعد ترسيم خروجه من نادي ليون الذي فرض ضغوطا كبيرة جدا على اللاعب من أجل تجديد عقده في الصيف الماضي، ومن غير المستبعد أن يكُرر نفس الفعل في الصيف المقبل لإجباره على التجديد وإلا عدم المشاركة لموسم كامل، ما يضيع آماله في اللعب للجزائر أيضا وخوض تجربة المونديال.
تلقى تهديدات من أجل تجديد عقده ويتخوف من تكرارها
وكان جون تيكستور رئيس نادي ليون قد اعترف في تصريحات سابقة أن إدارته فرضت ضغوطا على شرقي من أجل تمديد عقده في الصيف الماضي، بل إن الأمر وصل حد التهديد بما أن اللاعب لم يكن ليبدأ موسمه من الأساس لو لم يُجدد عقده إلى صيف 2026، وباعترافه بفرض ضغوط على اللاعب من أجل تمديد عقده، فإنه لا يُمكن إطلاقا استبعاد فكرة الضغوط التي تعرض لها اللاعب في هذا النادي حيال قضية مستقبله الدولي، حيث سبق للعديد من التقارير وأن أشارت إلى أن صانع ألعاب ليون أجل التحاقه بالمنتخب الجزائري بسبب المحيط الذي يعيش فيه والضغوط الكثيرة التي فُرضت عليه في ليون، وفي حديثه حول مستقبل شرقي أجاب تيكستور: “يجب أن نسأله إن كان يُريد البقاء معنا، أنا أحب ريان، أخبرته أنه لن يتمكن من اللعب معنا أو التدرب إذا لم يُمدد عقده، وهذا ما حدث قبل أن يعود إلى المجموعة، حيث رأيته في غرف الملابس ومازحته قائلا: كما ترى، أنظر كيف تحسن لعبتك مع عقدك”.
يحلم بلعب المونديال وليون يستغل الموقف
ويتخوف شرقي من عدم وصول عروض قوية للتعاقد معه في الصيف المقبل، وهو ما سيجبر إدارة فريقه لأجل فرضه تجديد آخر عليه بنفس تهديدات الصيف الماضي، الأمر الذي سيكون مؤثرا للغاية على اللاعب بما أنه يطمح للعب كأس العالم مع فرنسا أو حتى الجزائر، وغيابه عن المنافسة مع النادي سيقتل هذا الحلم في مهده، وكان رئيس ليون قد اعترف بأن شرقي يريد المغادرة، لكنه رفض بشكل مطلق بيعه لنادي باريس سان جرمان بصفته ناديا منافسا وقال: “الأمور تسير بشكل جيد للغاية معه، نعم آمل أن يرغب في البقاء معنا، لقد كان واحدا من أولئك الذين أرادوا المغادرة وفي الأخير مدد عقده وهو يلعب بشكل جيد للغاية، هذا أمر رائع جدا وهذه هي كرة القدم”، ومن الواضح أن شرقي لن يواصل مسيرته مع هذا النادي لأكثر من نصف موسم آخر، إذ سيرحل إلى أي وجهة أخرى في الصيف وخاصة إن تم تسهيل المفاوضات مع البياسجي، وبعدها سيُرسم اختياره للمنتخب الجزائري وسيؤكد بذلك أن ضغوط إدارة ليون كانت سببا كبيرا جدا في تأخر اختياره، في انتظار تصريحات من اللاعب نفسه وما إن كان هذا المشكل قد حدث فعلا.
شرقي يعلق آماله على الخليفي وباريس سان جرمان
ومن خلال المعطيات المتوفرة حول كل ما يدور باللاعب، يتبين أن شرقي يعلق كل آماله على باريس سان جرمان وإدارته تحت قيادة ناصر الخليفي من أجل تخليصه من جحيم ليون، حيث أن المستويات التي يقدمها حتى الآن في الدوري الفرنسي تجعله واحدا من أبرز نجوم البطولة وأحد أكثر اللاعبين الذين يستحقون تمثيل الفرق الأفضل في الليغ1، ويتعلق الأمر بـ”البياسجي”، وكان تيكستور قد أكد أن شرقي أراد مغادرة ليون قبل عامين أو ثلاثة وأنه طلب تسريحه لنادي العاصمة، حيث قال: “شرقي كان يُريد المغادرة منذ عامين أو ثلاثة، لقد أراد الذهاب إلى باريس سان جرمان العام الماضي وأرسل لي رسالة قال فيها: أريد حقا الذهاب إلى البياسجي”، وأضاف: “أراد الخليفي ضم شرقي أو فوفانا؟ لا، بالتأكيد لا، لا أريد بيع لاعبين بمثل هذه الجودة للخليفي ما لم نتصافح ونُقرر معا التعاون على مساعدة البطولة الفرنسية، من الواضح أن علاقتي مع ناصر لم تعد كما كانت، لكن الرجال يظلون رجالا ويُمكننا المضي قدما، لكن في الوقت الحالي، لن أبيع له أحدا”.
محمد بلقاسم