العمود

شبكة الصناصلة

وجب الكلام

بعد قضية الكاتب “كمال داود” التي أثارت الجدل إعلاميا وحتى سياسيا، جاء الكاتب “بوعلام صنصال” ليلقي بوشاحه على قضية زميله في الأدب ومثيله في قلة الأدب، وذلك بعد أن دخل إلى الجزائر قادما من فرنسا ومن ثم  توقيفه من طرف أمن مطار هواري بومدين الدولي، ولمن لا يعرف صنصال، فقد كان كاتبا، وقاصا جزائريا يكتب باللغة الفرنسية، كما أنه أستاذ جامعي وإطار سام سابق بوزارتي التجارة والصناعة، وهو من أطلق تصريحات في غير صالح الدولة الجزائرية وفي صالح نظام المخزن المغربي.

من جهته، ألقى وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي السابق “الهاشمي جعبوب”، ووزير الصناعة والتجارة تواليا من 2002 إلى غاية 2010 بدلوه في القضية، وقد صرح قائلا أنه عندما تم تعيينه وزيرا للصناعة عام 2002 وجد اسم “صنصال” في قائمة الإطارات السامية للوزارة برتبة مدير عام للصناعة، وبدأ أي جعبوب باستقبال الإطارات تباعا للتعرف عليهم والاستماع لانشغالاتهم، وطلب استدعاء صنصال لترد عليه الكاتبة أنه غائب، وبعد أيام سأل الأمين العام للوزارة عن “المدير العام للصناعة” وتفاجأ الأمين العام من سؤال الوزير، غير أن الأخير قد أعاد السؤال “حسب تصريحه طبعا”، ليجيب الأمين العام قائلا “إنه الكاتب الكبير بوعلام صنصال”، وعند إلحاح جعبوب على السؤال عن مكان صنصال أخبره الأمين العام أنه في الخارج “كالعادة”، والغريب في الأمر أن صنصال قد كان دائم السفر إلى الخارج بغير علم من الأمين العام الذي أكد بأن جهات عليا في الدولة من تكلف صنصال بمهام “غير معروفة” في دولة أجنبية.

بدورنا، نجد أنفسنا اليوم أمام “تساؤلات” تدفعنا للقول بكل ما تحمله العبارة من معنى “تجي تفهم تدوخ”، فهل بعث جعبوب “بتقرير إلى رئيس الجمهورية آنذاك” لإشعاره بغياب صنصال وللاستفسار عما إذا كان الرئيس نفسه على علم بسفريات “صنصال”؟ فالأمر يتعلق بمصلحة الدولة العليا خاصة وأن صنصال قد كان موظفا لدى وزارة الصناعة وليس لدى وزارة الخارجية حتى “تبرر سفرياته” بمهام دبلوماسية، وهل بحث جعبوب في الأمر وهو “المسؤول الأول عن القطاع” ليتأكد من طبيعة “مهام صنصال في الخارج”؟
من جهة أخرى، هل يعقل أن تكلف جهات عليا في الدولة “إطارا ساميا” بمهام “في دولة أجنبية” كدبلوماسي مثلا وهو من صرح اليوم بما لا يصب في مصلحة الدولة؟ أي أن صنصال لم يكن يخدم الدولة في خرجاته وسفرياته والدليل ما صرح به مؤخرا، وهو تصريح لا يصدر عن شخص خدم أو “يخدم الدولة”.

يبدو أن “قضية صنصال”، و تصريح جعبوب سيفتحان ملفا شائكا عنوانه “شبكة الصناصلة”، أي شبكة الذين يعينون في مناصب سامية، ووظائف عليا في الدولة، و”خدماتهم” لغير الجزائر.

حمزه لعريبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.