ثقافة

“سينيماتيك باتنة” حصيلة ثقيلة لصدارة وطنية لم تلفت انتباه السلطات المحلية!

بعرض أزيد من 1242 فيلما وبمجموع 50342 متفرجا خلال ثلاث سنوات

تعد سينيماتيك باتنة، التي افتتحت في أفريل من عام 2021، بحضور وزيرة الثقافة والفنون السابقة مليكة بن دودة، أحد أهم الأقطاب الثقافية البارزة التي تنشط محليا بحصيلة أرقام مذهلة، حصدت خلالها مراتب أولى واستحقاقا على المستوى الوطني، فيما يخص عدد الأفلام المقدمة سواء المحلية منها والوطنية وحتى الدولية، إلى جانب التوافد الجماهيري الكبير كقاعدة ثقافية سينمائية لعشاق هذا الفن، غير أن الأمر “لم يلفت انتباه” المسؤولين المحليين بولاية باتنة، رغم الجهود الجبارة المبذولة من طرف القائمين عليها وباعتبارها في المركز الأول وطنيا وأيضا بصمة تستحق “لفتة حقيقية وجادة ومشروعة”.

تعد حاليا السينيماتيك قاعة السينما الوحيدة التي عادت للنشاط بعاصمة الأوراس خلال ثلاث سنوات وبعد أكثر من عشرين سنة من الغلق بعد أن كانت محل عملية ترميم  وإعادة تأهيل، وتتسع هذه القاعة التي كانت تعرف في أوساط عشاق السينما بباتنة باسم “الكوليزيه” لـ 210 مقاعدا، حيث يعود تاريخ بنائها إلى الفترة الإستعمارية وظلت تنشط إلى غاية بداية الثمانينيات، لتكون بذلك سنة 2021 بداية حقبة حقيقية لهذه القاعة المكسب، والتي ترأسها السيد “صابر بوزيد” ضمن فريق عمل سعى لتحقيق الريادة فيما يخص استراتيجية واضحة ضمن قوانين رئاسية متبعة، ولأجل استرجاع صورة حسنة لقاعة السينما من ناحية الاستقبال والصحة والاشهار وأيضا على نجاحها في تحقيق أكبر المداخيل على المستوى الوطني وفوزها بجائزة أفضل تصميم للصفحة ومن حيث المونتاج  أيضا.

وقد افتك متحف سينما باتنة الصدارة فيما يخص الاحصائيات الوطنية بمجموع 1242 عرضا سينمائيا منوعا خلال ثلاث سنوات ما بين الأفلام الوطنية والثورية وأيضا الأفلام الأجنبية العالمية وأخرى خاصة بالأطفال، وفي خطوة مميزة استضاف فيها متحف سينما باتنة كوكبة من عمالقة الفن الجزائري الذين تجاوبوا مع تساؤلات الجمهور الحاضر حول مختلف أعمالهم في خطوة نوعية ثمنها عشاق الفن السابع، بلقائهم بأبطالهم السينمائيين ومشاركتهم تفاصيل مهمة في حياتهم الفنية.

يقول مدير مسرح سينما باتنة السيد صابر بوزيد: “العمل كان جبارا عمدنا إلى خلق حركة سينمائية حقة بولاية باتنة،  منحف السينما عرض يوما أفلاما منوعة لكل الفئات على المستوى الوطني،  بمجموع 50342 متفرج وعرض أكثر من 1242 فيلما، وباستقبال العديد من المهرجانات  على غرار مهرجان الفيلم الجامعي القصير ومهرجان إمدغاسن، وبحضور العشرات من المدارس الخاصة والجمعيات التعليمية، كما تميز بعرض أفلام خاصة بالمركز الجزائري لتطوير السينما، وعرض أفلام خاصة بالإحتفاء بالسبعينية، إلى جانب تكوين أكثر من  400متربص في إطار الورشات التكوينية، تخلله برامج خاصة احتفاء بالأعياد الوطنية، ناهيك عن استفادة نادي سينما باتنة من مختلف الورشات التكوينية من فنانين ومختصين في المجال”.

ورغم كونها اشعاعا ثقافيا، فسينماتيك باتنة التي رفعت راية الفن السينمائي عاليا بولاية باتنة، لم تلقى أي شكر أو تثمين من طرف السلطات المحلية التي يبدو أن “الثقافة السينمائية” غائبة تماما من اجندتها فيما يخص تكريم هذه المجهودات القائمة لتحريك المشهد السينمائي الذي يعد بحق قاعدة جماهيرية للتلاقي بعرض أفلام بشكل يومي رغم عديد التكريمات التي حظيت بها على المستوى الوطني، فهل أعين واذان المسؤولين لا تسمع ولا ترى مثل هذه الإنجازات المهمة في حق المشهد السينمائي بالولاية؟.

نادي سينما باتنة….قبلة الهواة والمحترفين

وفي سابقة تعد الأولى من نوعها كشف المسؤول الأول عن سينيماتيك باتنة، عن انشاء نادي سينما باتنة والذي يعد ناديا مؤطرا من طرف مختصين في المجال  ومركزا لتلاقي الهواة والمحترفين للحديث عن أهم المواضيع الخاصة بالسينما.

يقول عادل برحال مستشار بسينماتيك باتنة: “اشرفنا على تأطير عديد الورشات الخاصة بالسينما وتكوين الهواة بإشراف من مختصين  في المجال، وضم التأطير مجال الإخراج والتمثيل والاضاءة والصوت والصورة والسيناريو ومراجعة الأفلام ومناقشتها اكاديميا وكل ما يتعلق بالسينما، بتسجيل 35 منخرط سنويا، حيث تم استضافة مخرجين محليين ووطنيين لمرافقة هؤلاء المنخرطين في النادي، والمذهل اكتشاف طاقات شبابية مميزة خلال هذه الورشات والندوات والتي من شأنها ان تكون كوادر سينمائية حقة في المستقبل”.

من جهته سيتم استحداث نادي للطفل السينمائي في خطوة جبارة من طرف سينماتيك باتنة، خاصة في ظل تقديم أفلام وعروض متعلقة بالطفل، أين يتم النظر في هذا المكسب لافتتاحه قريبا وباجتماع مع المختصين الذين سيقدمون أرائهم وخبراتهم الخاصة بسينما الطفل، والتي تندرج كلها في تأطير مجال السينما في مختلف مجالاتها خاصة ما يخص التاريخ السينمائي الثقافي الجزائري.

ورغم كل هذه الميزات، فسينما باتنة التي تصدرت قائمة الاحصائيات الوطنية، لم تكن لتلقى الترحاب اللازم والالتفاتة من المسؤولين الذين لم يحركوا ساكنا في دعم هذه الجهود التي تعمل كجنود خفاء لدعم الثقافة السينمائية في باتنة، والتي تحسب عليهم في ظل التهميش الذي يعانيه هذا القطب الثقافي المميز ضمن حركة دؤوبة ونشطة بمتابعة غائبة من المسؤولين… !

رقية لحمر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.