العمود

سوق الكتب

وجب الكلام

في الوقت الذي يعتبر فيه معرض الكتاب، وطنيا أو دوليا فرصة ذهبية بالنسبة للكثير من القراء الذين تكون الغاية من زيارتهم للمعرض الإطلاع على آخر ما استجد من مؤلفات أيا كان المجال أدبيا، علميا أو سياسيا أو دينيا، هناك من يرى في المعرض فرصة للتسوق، ونؤكد على هذه الكلمة بما تحمله من معنى.

ما وقف عليه الجزائريون خلال المعرض الدولي للكتاب في نسخته الحالية يؤكد بأن الغايات من زيارة المعرض تختلف من شخص لآخر، ومعيار الاختلاف طبعا هو “شخصية” الفرد ودرجة وعيه، ولا شك أن آخر ما حدث بخصوص تجمع العشرات من زوار المعرض حول “كاتب سعودي” من أجل الحصول على توقيع في إطار جلسة “البيع بالإهداء” التي نظمها لهو أمر يبين بأن الحصول على “كتاب” ليس غاية أساسية لدى شريحة واسعة من الزوار، بل إن التوقيع كان الغاية والأولوية، وعندما يكون التوقيع غاية والكتاب وسيلة فإن هذا ما يعني بأن “القراءة” قد تراجعت في أولويات الكثير من “الشباب والمراهقين” واحتل “الانسياق” خلف الظواهر الجديدة سلم هذه الأولويات.

إن الالتفاف حول “شخص” اشتهر كناشط على السوشل ميديا أكثر مما اشتهر ككاتب يؤكد بأن التدافع في المعرض لم يكن من منطلق “حب القراءة”، بل كان من منطلق الرغبة في “التقرب” من الناشط السعودي ورؤيته “في الواقع” بعد أن كان يكتفي الكثير من المتابعين برؤيته عبر “المواقع”، وهذا ما يؤكده في الجانب الآخر نفاذ طبعة كاملة لرواية “ناشطة جزائرية” اكتسبت شهرة على السوشل ميديا.

ما يمكن قوله ببساطة، هو أن الاهتمام بالكتاب في السابق هو من مهد لتنظيم “معارض للكتاب” لجعلها ملتقى للقراء والمهووسين “بالمطالعة”، أما وقد تحولت هذه المعارض إلى فضاءات يقصدها المئات من الزوار بداعي الفضول تارة، وبداعي “التقرب من أشخاص مشهورين” تارة أخرى فهذا ما يجعل من “صالونات الكتاب” أسواقا، بما تحمله كلمة “الأسواق” من تأويلات.

حمزه لعريبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.