متابعات

سلاح المقاومة خط أحمر.. وحماس طرحت ورقتها التفاوضية

يوسف حمدان ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالجزائر في لقاء حصري لـ"الأوراس نيوز":

يواصل الكيان الصهيو-نازي جرائمه في حق الإنسانية بحرب إبادة شاملة يقوم بها في قطاع غزة بشكل خاص وفي عموم الأراضي الفلسطينية التاريخية المحتلة بشكل عام، أمام مرأى ومسمع كل العالم، وفي الوقت ذاته الذي يخرق فيه اتفاقياته مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس” فإنه يسعى لتقديم رؤية تفاوضية خبيثة تهدف لإنهاء المقاومة وتسليم غزة وأهلها لهذا “الكلب المسعور” على طبق من ذهب لا تحميه بنادق المجاهدين.

وللوقوف عند أبرز المستجدات في الشأن الفلسطيني، تستضيف “الأوراس نيوز” السيد يوسف حمدان ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الجزائر، خلال لقاء حصري يجيب فيه عن أبرز القضايا المتعلقة بواقع معاناة أهلنا في غزة، وكيفية إدارة الحركة لملف المفاوضات، ورؤية حماس لليوم التالي في قطاع غزة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دعى أحرار الأمة حول العالم للضغط على مصالح الكيان أينما وجدت، والضغط لأجل طرد الاحتلال من كل الدول التي طبعت علاقاتها معه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـــــــــــــــــــ

“قضية الأسرى هي جزء أساسي ومهم من معركتنا مع الاحتلال، ولكن بكل تأكيد هناك ملفات أخرى تتعلق بشعبنا الذي يتعرض لجريمة إبادة في قطاع غزة، فالموازنة بين مختلف ملفات المعركة هي مسألة دقيقة وتحتاج إلى تقدير موقف يتم فيه التشاور مع مختلف الأطراف ذات الصلة بما فيها الحركة الأسيرة”

ـــــــــــــــــــ

معركتنا داخل كل فلسطين مفتوحة مع الاحتلال، وندعو إلى تصعيد الاشتباك مع الاحتلال في كل بقعة داخل فلسطين التاريخية”

ـــــــــــــــــــ

هناك ألم وجوع وقهر كبير يتعرض له شعبنا في غزة نتيجة للعدوان الصهيوني وهناك أطراف تحاول توظيف هذا الألم وتوجيهه فلسطينياً بحيث يكون الاحتلال معفى من مسؤوليته عن جرائمه وبطشه بشعبنا”

ـــــــــــــــــ

حوار: رضوان غضبان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك تقارير إعلامية عربية وأجنبية تفيد بانسحاب وفد حماس المفاوض الأسبوع الماضي بعد ما تم عرض مقترح تسليم سلاح المقاومة، ما مدى صحة هذه التقارير، وهل يعتبر سلاح المقاومة أصلا بندا للتفاوض؟

الحركة تتعامل بمسؤولية وجدية بالغة مع الملف التفاوضي انطلاقاً من شعورها بأمانة تضحيات وآلام شعبنا وكذلك آماله، ولذلك فهي لا تتعامل بردود الأفعال، ولطالما أدارت الأزمات التفاوضية التي يختلقها الاحتلال بحكمة ودقة من أجل تجاوز العراقيل التي يستحدثها العدو في كل مرة بغية الانفكاك من استحقاقات الاتفاق ومواصلة العدوان على شعبنا والتنكيل به، ولذلك قامت الحركة بتقييم سلوك الاحتلال خلال المسار التفاوضي، وطرحت ورقتها التي تجيب فيها عن كل الأسئلة المطروحة بما فيها سلاح المقاومة الذي هو حق تكفله الشرائع والمواثيق الدولية، لشعب واقع تحت الاحتلال، وأكدنا في الورقة أن سلاح المقاومة ومن يحمله خارج مساحة التفاوض باعتباره خطاً أحمر وأداة الدفاع المباشرة عن حقوقنا وأرضنا وشعبنا أمام تغول الاحتلال الذي ينكل بشعبنا بالسلاح الذي يتلقاه من حلفائه وشركائه، ونحن نعتقد أن سلاح المقاومة يجب أن يدعم ويطور لنتمكن فيه من إجبار الاحتلال على انهاء احتلاله والخروج من أرضنا.

 

حسب مصادر إعلامية عربية تقترب حماس وحكومة الكيان من الجولة الثانية للمفاوضات، كيف تدير حماس معركتها التفاوضية مع كيان لا عهد له ولا موثق بدليل خرقه لوقف إطلاق النار، وعدم تسليمه قائمة الأسرى الأخيرة؟

لا توجد جولات بعد أن قدمت الحركة ورقتها، يوجد عرض رزمة شاملة تطرح فيها الحركة عقد صفقة تبادل شاملة في إطار اتفاق كلي يفضي لانسحاب الاحتلال انسحابًا شاملًا من القطاع، وإيقاف العدوان وقفًا دائمًا وفتح المعابر أمام الإغاثة واحتياجات الإيواء ومستلزمات إعادة ترميم ما دمره الاحتلال. هذا العرض موجود لدى الوسطاء وتم إيصاله للعدو ونحن نتعامل بإيجابية ومسؤولية للوصول إلى اتفاق وقف اطلاق النار اليوم قبل الغد.

 

والورقة التي قدمتها الحركة تجيب على كل الأسئلة المتعلقة بحكم غزة واليوم التالي التي يتخذها الاحتلال ذريعة لتبرير مواصلة عدوانه على شعبنا، وتؤكد الحركة على قبولها بالاقتراح المصري بخصوص لجنة الإسناد المجتمعي التي تتكون من شخصيات مهنية من قطاع غزة، لحين تنفيذ أي من الاتفاقيات السابقة بشأن توحيد الحكومة الفلسطينية وفقاً لمخرجات التفاهمات الفلسطينية السابقة سواء في الجزائر أو الأخيرة في الصين.

 

وتحرص الحركة على أن يكون الاتفاق برعاية دولية وأن تعتمد مخرجاته ضمن قرارات دولية تشكل ورقة ضغط إضافية على الاحتلال للالتزام، رغم قناعتنا أن هذا الاحتلال لا تلزمه إلى القوة بكل أشكالها وعلى رأسها القوة العسكرية، فحينما يشعر الاحتلال أن مصالحه باتت في خطر فسيلتزم بالاتفاق وكذلك شركائه وحلفائه وداعميه.

 

ما مصير قائمة الأسرى التي لم يفرج عنها الكيان والتي كانت ضمن ملفات المفاوضات الأولى؟

هذه معركة تفاوضية مفتوحة، وقضية الأسرى هي جزء أساسي ومهم من معركتنا مع الاحتلال، ولكن بكل تأكيد هناك ملفات أخرى تتعلق بشعبنا الذي يتعرض لجريمة إبادة في قطاع غزة، فالموازنة بين مختلف ملفات المعركة هي مسألة دقيقة وتحتاج إلى تقدير موقف يتم فيه التشاور مع مختلف الأطراف ذات الصلة بما فيها الحركة الأسيرة، وقد أكدنا موقفنا للجميع بأن الأسرى بين يدي المقاومة لن يروا النور حتى يراه أسرانا في سجون الاحتلال، أما التفاصيل الأخرى تعود لطبيعة ومجريات المفاوضات.

 

تحاول منصات صهيونية وعربية بث فيديوهات لأهالينا في قطاع غزة، وهم يرددون شعارات ضد “حماس” في بروباغندا رخيصة، كيف تتعامل الحركة مع هذا النوع من الدعاية ومع الأشخاص الذين يبينون عداء واضحا للمقاومة؟

هناك ألم وجوع وقهر كبير يتعرض له شعبنا في غزة نتيجة للعدوان الصهيوني وهناك أطراف تحاول توظيف هذا الألم وتوجيهه فلسطينياً بحيث يكون الاحتلال معفى من مسؤوليته عن جرائمه وبطشه بشعبنا، وهذا شي ليس جديد على معركتنا مع الاحتلال، ولذلك الحركة تتفهم كل الأصوات الفلسطينية التي تعبر عن الألم وعن رفضها لاستمرار هذا الاستفراد بشعبنا ومطالبتها بوقف هذه المقتلة بحق شعبنا وهو تمامًا ما تعمل عليه الحركة في المعركة التفاوضية والمعركة الميدانية لإجبار الاحتلال على إيقاف عدوانه والالتزام بما تم توقيعه، فالاحتلال وحده يتحمل مسؤولية الجرائم والواقع الصعب الذي يعيشه شعبنا، والمقاومة هي السلوك الطبيعي لأي شعب واقع تحت الاحتلال وحجم الأثمان الكبيرة والغالية التي يقدمها شعبنا هو انعكاس لحجم إجرام الاحتلال الذي لا يمكن تبريره بفعل المقاومة، فما يجري من إجرام وتهجير وقتل واعتقال وتدمير في الضفة الغربية والدعوات لفرض السيادة الإسرائيلية هناك، كل ذلك يجري في ظل عدم وجود مقاومة أو سلاح مقاومة كالذي هو في غزة.

 

العدو لا يريد أن يرى فلسطينياً على هذه الأرض، لا فلسطيني مقاوم ولا فلسطيني يحمل غصن زيتون، ومشروع التهجير القسري الإحلالي لا يقتصر على غزة فحسب بل يشمل كل تراب فلسطين، قدرنا كشعب ومقاومة هو أن نواجه الاحتلال ونقاومه بكل ما نملك من أدوات قوة كما كل الشعوب التي قاومت محتليها بما تملك من أدوات قوة غير متكافئة مع قوة الاحتلال وقدمت في سبيل حريتها أثمان عظيمة لا يستخف بها أحد، ولكنها كانت الطريق إلى الاستقلال وإزالة الاحتلال.

 

يشبه كثير من المحللين طوفان الأقصى بثورة الجزائر، ويرى آخرون أن الجزائر نجحت في ثورتها بعد أن نقلتها لداخل الفرنسي بتنفيذ عمليات مست استقرار الفرنسيين، ومنهم من يريد أن تنقل المقاومة معركتها من داخل غزة إلى خارجها؟ فهل سنرى ذلك خلال هذه المعركة؟

هذا العدو يقاتلنا على كل الجبهات، وبالتالي معركتنا داخل كل فلسطين مفتوحة مع الاحتلال، وندعو إلى تصعيد الاشتباك مع الاحتلال في كل بقعة داخل فلسطين التاريخية، وكذلك نتطلع إلى دور أحرار أمتنا حول العالم للضغط على مصالح الاحتلال أينما وجدت والضغط لأجل طرد الاحتلال من كل الدول التي طبعت علاقاتها معه، هذا الاحتلال يجب أن يلاحق في كل مكان ويحاصر ويضيق عليه لا أن تفتح في وجه الأبواب.

 

كيف ترى حماس اليوم التالي في غزة؟

هو يوم فلسطيني فلسطيني، وقدمت الحركة في ورقتها الأخيرة تصوراً واضحًا لذلك من خلال قبولها بلجنة الإسناد المجتمعي لكي تتولى مسؤولية الحكم في غزة لحين تشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة تكنوقراط بمرجعية وطنية وفقًا للتفاهمات الفلسطينية السابقة في الجزائر أو الأخيرة في الصين.

 

ما هو المطلوب من الشعوب العربية (خاصة منا كجزائرين) لدعم إخواننا في فلسطين المحتلة؟

غزة تتعرض لأبشع حالة ابتزاز سياسي بأدوات إنسانية والمطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى هو أوسع حالة تضامن وإسناد مادي ومعنوي لتعزيز صمود شعبنا أمام محاولات الابتزاز الرخيصة التي يقوم بها الاحتلال مدعومًا من الإدارة الأمريكية، ومواصلة الملاحقة القانونية لمجرمي الحرب من قادة الاحتلال في كافة المحافل الدولية، وتصعيد حملات المقاطعة لكافة المنتجات والشركات الإسرائيلية والشركات الداعمة للاحتلال باعتبارها شريكة في الإبادة الجماعية، والضغط على مصالح الاحتلال ومصالح شركائه لإجباره على إيقاف جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.