ثقافة

سخط وسط فنـاني باتنـة بعد سقطة نصر الدين حرة في برنـامج تلفزيوني

اعتبروا تصريحاته اجحـافا في حق فنـاني الشـاوية

أثار تصريح المغني “نصر الدين حرة” في احدى القنوات الإعلامية، بخصوص غياب الاهتمام بالأغاني الشاوية في منطقة الاوراس والذي أرجعه لغياب المؤلفين بالشاوية وكذا لجوء الفنانين إلى الأغاني بالعربية أو “الدارجة”، موجة غضب واستهجان كبيرين في الوسط الفني بمنطقة الأوراس، بعدما اعتبروه بالسقطة الكبيرة للمغني الذي عرف طوال حياته بتأديته لأغاني الاعراس والأفراح.

وقال نصر الدين حرة في حديثه “أن الرحابة يؤدون أغانيهم بالعربية ولكن بروح شاوية”، وهو ما أثار امتعاض فناني الاوراس الذين تساءلوا عن سبب اختزال الفن الشاوي الأصيل من طرف حرة في طابع واحد وهو الرحابة لا غير، بالرغم من التنوع الكبير جدا الذي تتميز به منطقة الأوراس والشاوية من طبوع عديدة وشعراء ومؤلفين وكتاب كلمات ومؤدين وفنانين كبار معروفين على الساحة الدولية وليست الوطنية والمحلية فحسب، مشيرين أن الشاوية قد وصلت للعالمية بفضل العديد من الفنانين الذين حافظوا على كلماتها وألحانها وأصولها، كما عبر العديد من مؤدي الاغنية الشاوية عن استيائهم الكبير بعد تصريح نصر الدين حرة الذي قال فيه أن الاغنية الشاوية مقتصرة على الأغاني الثورية دون بقية المواضيع العاطفية، وهو اجحاف كبير في حق فناني الشاوية الذين طالما تغنوا بالمرأة والحب والأرض، تماما كما تغنوا بالثورة والجهاد والحرية.

وما أثار حفيظة العديد من الفنانين في منطقة الأوراس بعد حديث حرة، هو تصريحه بغياب كتاب كلمات الأغاني بالشاوية، مؤكدين أن العشرات من الشعراء والمؤلفين يبذلون مجهودات جبارة للحفاظ على هذا الموروث الشفوي الغني والمتنوع، وهذا التصريح جاء للانتقاص من شأن هؤلاء الذين يسعون لتطوير الأغنية الشاوية والحفاظ عليها والتعريف بها في مختلف المحافل والتظاهرات الوطنية والدولية، وهذه التصريحات هي إجحاف في حقهم، خاصة أن التطور الكبير الذي تشهده الاغنية الشاوية في السنوات الأخيرة بإدخال إيقاعات جديدة عليها ومزجها بين الآلات الموسيقية التقليدية والعصرية هو خير دليل على ذلك.

من جهتهم، العشرات من جمهور الاغنية الشاوية، كان قد استهجن هذه التصريحات في تعليقاتهم عبر صفحات التواصل الاجتماعي، مذكرين بالثراء والزخم الكبير الذي تتميز به الاغنية الشاوية في منطقة الاوراس، وموضحين الفرق الكبير بين أغاني الافراح والاعراس التي تؤدى بـ”الدارجة” أو العربية مثل تلك التي يؤديها المغني نصر الدين حرة، وبين الأغاني المؤداة باللغة الشاوية والتي تحافظ على الكلمة الموزونة وتتناول العديد من المواضيع وقد تكون متاحة للأفراح والاعراس أيضا.

ومن أبرز فناني الاغنية الشاوية في الجزائر والمعروفين في الساحة الفنية الوطنية وحتى الدولية، الفنان ميهوب، عيسى براهيمي، أمناي، نواري نزار، ماسينيسا، جمال صابري المعروف بـ”دجو”، جيمي مازيغ، هشام بومعراف، علاوة طوطو، عميروش وغيرهم، فضلا عن فرق غنائية عديدة معروفة جدا على غرار إيوال، باربار، ايثران وغيرها من الفرق.

تجدر الإشارة أن فناني أغاني الافراح والاعراس كثيرون جدا وينحدرون من مناطق عديدة من الوطن وينشطون خصوصا في مواسم الاعراس، وهو ما يحدث اللغط ويحتاج للتوضيح بشأن التفريق بين الاغنية الشاوية واغاني الافراح والاعراس، هذه الأخيرة تلقى انتشارا واسعا بسبب طابعها التجاري الذي يعتمد خصيصا على مواسم الاعراس والمناسبات وتوجه لفئات معينة، بينما الاغنية الشاوية –بغض النظر عن طابعها- فهي تحتاج لذوق خاص وتفاعل راقي من طرف مؤديها ومستمعيها والمهتمين بها أيضا.

فوزية. ق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.