رياض محرز يُنصب نفسه ملكا لـ دوري أبطال آسيا

قدم النجم الجزائري رياض محرز تمريرتين حاسمتين وقاد ناديه الأهلي السعودي إلى انتصار صعب خارج الديار أمام العين الإماراتي بنتيجة 2-1، ليُصبح الأهلي بذلك أول المتأهلين من المجموعة الغربية من دوري أبطال آسيا للنخبة لموسم 2024-2025، ونصّب لاعب مانشستر سيتي السابق نفسه ملكا للمسابقة الآسيوية الأقوى بوصوله إلى المساهمة الثامنة كأكثر من ساهم في تسجيل الأهداف كونه قدم 5 تمريرات حاسمة وسجل هدفين، وهو الرقم الذي كان ليرتفع لو نجح في تسجيل ركلة الجزاء التي ضيعها في أول لقاء أمام بيرسبوليس الإيراني، ويُعتبر محرز ثاني أفضل مُمرر حاسم في دوري أبطال آسيا بعد البرازيلي أوسكار لاعب نادي شنغهاي بورت الذي يملك 6 تمريرات حاسمة، فيما يتفوق في مجموع المساهمات على الألباني جاسير أساني لاعب نادي غوانغجو الكوري الجنوبي الذي  يملك 7 مساهمات منها 6 أهداف وتمريرة حاسمة واحدة.

مستواه يعود وتمريراته وُصفت بـ “الكافيار الفاخر”

رغم أنه يُقدم مستويات أفضل بكثير في دوري أبطال آسيا مقارنة بمباريات الدوري السعودي، إلا أن مستوى رياض محرز بشكل عام أفضل بكثير في الفترة الأخيرة، حيث تلقى الإنتقادات اللاذعة التي تلقاها في الأسابيع الماضية بإيجابية ورد عليها بأداء بارز أكد من خلاله أنه لا يزال قادرا على تقديم الكثير وأن نجاحه من نجاح المجموعة كما سبق وأن صرح، ورغم أن الإنجليزي إيفان توني كان مسجل هدفي الأهلي في لقاء العين الأخير، إلا أن الإشادة الواسعة كانت من نصيب محرز، إذ وُصفت تمريراته بـ”الكافيار الفاخر” كونه صنع هدفين من تمريرتين رائعتين، كما قدم تمريرات أخرى لو استغلها زملاءه بشكل أفضل لخرج “الراقي” بنتيجة أكبر من ملعب “هزاع بن زايد”.

ساهم تهديفيا في 6 من آخر 7 مباريات لناديه

ومن الواضح أن مستوى محرز تغير كثيرا بداية من مباراة الريان ضمن دوري أبطال آسيا للنخبة يوم 21 أكتوبر الماضي، حيث كان قد ساهم في فوز فريقه بتقديم تمريرة حاسمة ليواصل تقديم مستويات أفضل بكثير بتسجيل هدف آخر في لقاء الأخدود بعدها والذي انتهت بهدف لمثله، وبعد الخسارة أمام الجار الإتحاد بهدف نظيف في داربي مدينة جدة، عاد محرز ليسجل هدفين ويقود الأهلي لفوز بخماسية أمام الشرطة العراقي في لقاء الأبطال، وبعدها قدم تمريرة حاسمة في لقاء الرائد ليفوز الأهلي بثنائية نظيفة قبل أن ليتحق بالمنتخب الوطني ويعود إلى السعودية هدّافا بتسجيل الهدف الوحيد في لقاء الأهلي والفيحاء عن طريق ركلة جزاء، وفي لقاء أول أمس نصّب نفسه ملكا لدوري الأبطال بتمريرتين حاسمتين ساهمتا بشكل جلي في فوز الفريق السعودي على العين الإماراتي والتأهل بذلك كأول فريق من المجموعة الغربية.

خسر وزنه الزائد وأغلق ملف “الإنتقادات”

وخسر النجم الجزائري وزنه الزائد بشكل ملحوظ جدا، حيث بدا مختلفا للغاية عن الوضع الذي كان عليه قبل فترة التوقف الدولي الأخيرة، ليغلق بذلك ملف الانتقادات حول هذا الأمر والتي لاحقته طيلة هذا الموسم كونه كسب فعلا وزنا زائدا أعاقه على تقديم مستوياته المعروفة وخاصة على الصعيد الفردي، إذ حدث وأن فشل لاعب مانشستر سيتي السابق في مراوغة أي لاعب لثماني مباريات كاملة، بل إنه لم يكن حتى يُحاول المراوغة والدخول في صراع واحد ضد واحد، ليتغير الوضع تدريجيا باستعادة الثقة مع الأهداف والتمريرات الحاسمة، ثم مع خسارة الوزن التي ستساعده كثيرا على العودة إلى مستوياته المعهودة، في انتظار تأكيد مستواه التصاعدي يوم الجمعة المقبل عند مواجهة الوحدة في مدينة جدة وبحضور جماهيري يُتوقع أن يكون كبيرا جدا بعد الأداء الراقي قاريا.

بيتكوفيتش وضعه أمام مسؤوليات كبيرة جدا

في ذات السياق، أفاد مصدر مُطلع من بيت الإتحادية الجزائرية لكرة القدم أن فلاديمير بيتكوفيتش مدرب “الخٌضر” قد وضع رياض محرز أمام مسؤوليات كبيرة جدا، حيث اجتمع معه في التربص الأخير وأكد له ضرورة تقديم مثال جيد لكل اللاعبين وخاصة بتقديم مستوياته المعهودة سابقا، ذلك أن حصوله في كل مرة على مكانة أساسية دون أن يستحقها سيدخل في خانة المُجاملة، وهو الأمر الذي يقتل المنافسة آليا في المنتخب الوطني، وتلقى المدرب البوسني وعودا من محرز لأجل العودة إلى مستواه وبذل مجهودات أكبر من أجل تخفيض وزنه الزائد والفوز بمكانته في المنتخب عن جدارة واستحقاق، خاصة في ظل مطالبة الكثير من الجماهير لمنح الفرصة للاعبين الشباب وعلى رأسهم أنيس حاج موسى لاعب نادي فينورد روتردام.

م. بلقاسم