مجتمع

رحيل المفكر والأكـاديمي والبـاحث الجزائري “عمر أكتوف”

اشتهر بمواقفه المنـاهضة لهيمنة المؤسسـات المالية الدولية

فقدت الساحة الفكرية الجزائرية، واحدا من أبرز الأسماء في مجال الدراسات الأكاديمية والاقتصادية، ويتعلق الأمر بالبروفيسور عمر أكتوف الذي وافته المنية عن عمر ناهز 81 سنة، وتم تشييع جنازته في كندا.

وولد البروفيسور عمر أكتوف عام 1944، بمدينة العلمة شرق سطيف، وحصل على إجازة في علم النفس ودبلوم دراسات عليا في علم النفس الصناعي من جامعة الجزائر وجامعة السوربون، كما نال دبلوم دراسات عليا في إدارة الأعمال من HECمونتريال، حيث أكمل لاحقا درجة الدكتوراه في الإدارة.

وشغل الفقيد قبل انتقاله إلى كندا، مناصب إدارية عليا في شركات جزائرية، وبعد وصوله إلى كندا، عمل كأستاذ في عدة جامعات في “كيبيك”، وأمضى معظم حياته المهنية في مونتريال كأستاذ للإدارة، وكان البروفيسور عضوا مؤسسا لمركز “الإنسانية، الإدارة والعولمة”، وعضوا في المجلس العلمي لـ ATTACكيبيك، كما كان ناشطا سياسيا.

وألف الفقيد أكتوف العديد من الكتب والمقالات العلمية، منها كتاب “كفى من الهدر!” و”إنهاء الإدارة الاقتصادية على الطريقة الأمريكية” و”الإدارة بين التقليد والتجديد”، كما حصل على عدة جوائز وتكريمات، منها جائزة أفضل مقال في إدارة التعليم من الجمعية الكندية للعلوم الإدارية عام 2005، وجائزة أفضل كتاب فرانكفوني في الاقتصاد والإدارة عام 2003.

وكرس الفقيد عمر أكتوف حياته لأنسنة الاقتصاد من خلال تقديم رؤى نقدية جريئة حول الاقتصاد النيوليبرالي، وساهم في صياغة بدائل فكرية أكثر عدالة واستدامة، واشتهر بمواقفه المناهضة لهيمنة المؤسسات المالية الدولية، حيث كشف في كتبه وأبحاثه عن مخاطر السياسات الاقتصادية المفروضة على الدول النامية، والتي غالبا ما تؤدي إلى تفاقم التبعية بدلا من تحقيق التنمية المستدامة.

وإلى جانب مسيرته الأكاديمية والمهنية اللامعة، كان البروفيسور عمر أكتوف مثالا للعطاء والتفاني، فلم يتردد يوما في تلبية أي دعوة، كان مشاركا فاعلا في الفيلم الوثائقي حول الحوكمة في الجزائر، كما ساهم في عدة برامج، وشارك بروحه الإنسانية الراقية في حملة التضامن مع منكوبي زلزال ماي 2003 الذي هز الجزائر العاصمة.

ويقول العديد من زملاء وطلاب الفقيد، أن البروفيسور عمر أكتوف كان أستاذا ملهما، وخبيرا بارزا في مجاله، كما عرف بشجاعته الفكرية وتفانيه في مساعدة زملائه وطلابه، وكان دائم الحضور لدعم الأفراد والمساهمة في تطوير الجزائر.

عبد الهادي. ب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.