العمود

رحل هنية والمقاومة باقية

أقولها وامشي

إغتيل الزعيم إسماعيل هنية ـ رحمه الله ـ أبرز الوجوه السياسية للمقاومة الفلسطينية غداة حلوله ضيفا على إيران بطريقة بشعة غادرة يندى لها جبين الإنسانية ومن تحصيل الحاصل أن آلة القتل جهارا أو غيلة على الأرض المحتلة أو خارجها لدواع داخلية لن تكتفي بالسيد هنية؛ وستستمر في الدوران وسحق المزيد من أبناء فلسطين الأباة وبني صهيون البغاة ما دامت الحرب الظالمة غير المتكافئة قائمة على عرض فلسطين السليبة بين الحق الفلسطيني المرفوض والباطل العبري المفروض من ذوي النفوذ.
وموت هنية وإن كان طعنة نجلاء في خاصرة الجسم الفلسطيني المهيض المثقل بالهموم والمثخن بالكلوم لا يعد هزما للشعب الفلسطيني البطل، شعب العماليق والقوم الجبارين ـ الذي سوف ينجب ألف هنية وهنية ويواصل النضال لتحرير وطنه مهما كان الثمن، وهو لا يعوزه الانتصار على دولة صهيون، فلو خلي بينه وبينها لصيرها أثرا بعد عين بل خبرا بعد أثر رغم تفوقها عددا وعدة لكن تكالبت عليه قوى عاتية عادية آزرتها وقدمت لها من الأسلحة والعتاد ووسائل الدمار ما لا قبل به لكثير من الجيوش النظامية المعاصرة كما وفرت لها الغطاء السياسي والدبلوماسي مطلقة بذلك يدها الآثمة في فلسطين عامة وغزة خاصة فأقدمت على فعلتها الفظيعة وهاجمت غزة فدمرت ما دمرت وسجنت وشردت وقتلت من أرادت ومازالت تعيث فسادا في فلسطين كلها وفي غزة العزة بالذات وتنكل بأهلها الذين هدمت بيوتهم ومصحاتهم ومدارسهم ودور عبادتهم ومنعت عنهم الكساء والغذاء والماء والدواء ولوثت بفسفورها الأجواء وحاصرتهم عراة حفاة في العراء بين أفاعي الغبراء وأنواء السماء وحرمتهم من أبسط مقومات الحياة على مرأى ومسمع من العالم فلم يبق لهم سوى إيمانهم الراسخ بعدالة قضيتهم وإرادتهم الفولاذية التي لا تلين، مع أملهم الذي ينقطع في النصر الموعود لهم من ربهم والمثبت في آيات كثيرة منها قوله سبحانه: “وكان حقا علينا نصر المؤمنين” صدق الله العظيم ـ وبعد هذا كله يدعي المدعون من هم لإسرائيل فعلا داعمون أنها معتدى عليها ومن واجبهم مساعدتها للدفاع عن نفسها وقد فعلوا، ويفعلون.
وفي المقابل لا نسمع ونرى من الكثيرين سوى همهمات مبهمة ومواقف غامضة محتشمة تدل على تخبط وفساد رأي أو سوء نية نتمنى أن تبلور أقوالا وتجسد أفعالا وإلا كانت عقبة كأداء في طريق الزحف الفلسطيني وعُدَّتْ عمالة من أصحابها الذين لما نميز بعد أيمانهم من شمائلهم.
صالح وغلانت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.