
رحلة حصاد الفريك من سنابل الربيع إلى مطابخ الجزائريين
يعمد الكثير من الفلاحين بولاية باتنة إلى زراعة القمح اللين ليتم تحويل سنابله بمجرد بلوغ نموها حدى معينا إلى مادة “الفريك” التي يحضر بها طبق “الشربة” أو “الجاري” كما يسميه سكان الشرق الجزائري خصوصا في شهر رمضان.
ويقوم الفلاحون بزراعة القمح اللين في أراضيهم ولا ينتظرون فصل الصيف لكي يحصدوه كما هو الحال بالنسبة للحبوب الأخرى بل وبمجرد بلوغ السنبلة نموا معينا يقومون بحصدها أو كما يسميها الفلاحون عملية “الحش” التي يقصد بها تقطيع السنبلة التي امتلأت حباتها و ذلك باستعمال أداة حادة تعرف ب “المنجل” إذا كانت المساحة صغيرة أو بآلة “الحشاشة” التي تشبه الآلة الحاصدة للمساحات الكبرى، وقد حفز عامل غلاء سعر هذه المادة الفلاحين على تحويل محاصيلهم إلى “الفريك” لكسب ربح أكبر.
ولتحصيل “الفريك” حضرت “الأوراس نيوز” كافة مراحل العملية وذلك بدوار “لمساعيد” بحدود منطقة عيون العصافير بباتنة، حيث وبعد حصد السنابل وعرضها على الهواء و الشمس لتجف، يتم تكديسها في مكان معين وتوقد فيها النار باستعمال “الشاليمو” وبالاعتماد على “المذرة” (عصا طويلة متصلة بآلة حديدية مسننة) تقلب السنابل حتى لا تتعرض للحرق كليا، وبعد الانتهاء من عملية الحرق يتم درس المحصول وعرضه على الريح وتصفيته باستعمال “الغربال” للتخلص من الشوائب التي يسميها سكان المنطقة “السفا” ومن ثم تجفيف حبات القمح المحصلة وعرضها مرة أخرى على أشعة الشمس وتجميعها في أكياس لتطحن فيما بعد ويحضر بها أشهى طبق في المائدة الجزائرية وهو “الجاري”.
كما تعتبر مراحل هذه العملية شاقة و متعبة للعمال الذين يقومون بها ولكنها بالمقابل مصدر رزق مهم بالنسبة لهم فالكثير منهم ينتظر الفترة التي ينتج فيها “الفريك” للتوجه نحو الحقول لكسب رزقهم من تقطيع للسنابل وحرقها وتصفيتها وتجميعها.
مريم. ع