
لطالما استخدم الجزائريون مصطلح “أذناب فرنسا” للإشارة إلى عملاء الكيان الفرنسي الذين يخدمون مصالحه في الجزائر، وكنا نعتقد بأن المصطلح مجرد كناية، غير أن ما يحدث منذ مدة قد أثبت فعلا بأن لفرنسا أذناب، تحس وتستشعر بها، وقد تبين ذلك في قضية المسمى “بوعلام صنصال”، الذي بمجرد أن أوقفته مصالح الأمن الجزائرية بسبب تصريحات “أساء بها للجزائر وسيادتها” حتى خرج الكيان الفرنسي ممثلا بسياسيين ووزراء وحتى برئيس الجمهورية الفرنسي ليضرب أخماسا بأسداس ويندفع يمينا وشمالا ككلب مسعور، وهذا ما يبين حتما بأن الجزائر قد داست فعلا على ذنب من أذناب الكيان الفرنسي.
آخر شطحات الكيان الفرنسي التي تعبر عن ألمه الشديد أن حاول الضغط على السلطات الجزائرية بالجالية الجزائرية، حيث تمت معاملة مسافرين جزائريين بطريقة استفزازية تمييزية ومهينة بحسب ما جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، وفي هذا الصدد، قام كاتب الدولة الجزائرية لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، باستدعاء السفير الفرنسي لدى الجزائر وأبلغه احتجاج الحكومة الجزائرية الشديد على هذه التصرفات غير المقبولة.
يبدو أن حسرة الأطراف الفرنسية باتت جمرة لم ولن تنطفئ، ويتضح ذلك في تصريحات عدد من السياسيين الفرنسيين التي عبروا فيها بكل صراحة عن شعورهم بالإهانة بعد أن انتقلت الجزائر للعمل بمبدأ الند للند مع فرنسا، والذي لم يعجب الفرنسيين هو أن الجزائر اليوم لم تعد جزائر الأمس أين كان السفير الفرنسي يملي على “وزراء ومسؤولين جزائريين” أجندته، بل إن الفرنسيين أدركوا بأن الجزائر اليوم تمارس سيادتها بطريقة لا مجال فيها لأي تدخل خارجي في شؤونها، وأدركوا كذلك بأن أذناب فرنسا لم تعد لهم أية أهمية في الجزائر كما في السابق، بل إنها أذناب مصيرها “القطع”، ولهذا، يجب علينا أن نشعر بالفخر في كل مرة تتألم فيها فرنسا وتقوم بتصرفات مستفزة، فذلك يعني أن ذنبا من أذنابها قد تم “دعسه” أو “قطعه”.
سمير بوخنوفة