
عندما أراد بايدن أن يضغط على بوتين، أقحمه في صراع مع زيلنسكي، واعتقد الأخير أنه بإمكانه مجاراة بوتين وبإمكان أوكرانيا أن تزعج روسيا، في وقت لم يستوعب فيه زيلنسكي أو بالأحرى رفض الاعتراف بأنه مجرد فزاعة على الحدود الروسية، لكن، وبعد أن عاد ترامب إلى الحكم، تغيرت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية فانكشفت عورة زيلنسكي، حيث قرر ترامب أن يضع حدا لوهم أوكرانيا وينفض الغبار عن الصورة الحقيقية للأمور، فأعاد زيلنسكي إلى حجمه الطبيعي، فقد قرر أن ينهي الحرب الروسية الأوكرانية بما يصب في مصلحة روسيا وأمريكا معا طبعا، حتى أن ترامب قد صرح بأن حضور زيلنسكي المباحثات من أجل السلام بين أوكرانيا وروسيا ليس ضروريا، وهذا اعتراف ضمني بأن زيلنسكي لم يكن سوى أداة منذ البداية وأن الأمر يتعلق بصراع أمريكي روسي تقرر أخيرا وضع حد له بما يناسب القوتين.
خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة المغربية، قال أمام نواب البرلمان المغربي “نشكر المغرب التي لطالما ساعدتنا حتى في حربنا على الجزائر” فصفق النواب طويلا، وقبل هذا، كان ترامب قد نشر تغريدة عبر حسابه على منصة تويتر سابقا خلال عهدته الأولى اعتبرها المخزن اعترافا بما يسمى مغربية الصحراء، والنتيجة هرولة إلى التطبيع مع الصهاينة حتى تحولت مناطق في المملكة المغربية إلى مستوطنات بشهادة مغاربة، وما يفهم من كل هذا طبعا هو أن المملكة المغربية أيضا عبارة عن أداة، لفرنسا تارة ولأمريكا تارة أخرى، ولا ندر لمن أيضا، ما يمكن التعبير عنه بأن المملكة المغربية ممثلة بنظام المخزن عبارة عن عصى تلوح بها كل جهة تتحاشى الدخول في صراع مباشر مع الجزائر.
هناك دول في العالم كاملة السيادة، ولها هوية في المجتمع الدولي، بينما تلعب دول نفس الدور الذي تلعبه كلاب الصيد، لأنها منقوصة السيادة ولا يمكنها أن تكون سوى فزاعات، وأدوات وعصي تنتهي صلاحيتها بانتهاء المهمة، ويتم رفع التجميد عنها كلما دعت الحاجة.
سمير بوخنوفة