إسلاميات

دلائل النبوة وأماراتها

زاوية من نور

ورد عن زيد بن سعنة أنه قال :

لم يبق من علامات النبوة إلا وقد عرفته في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه، إلا اثنتين لم أخبرهما فيه هما: أنه يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ، قال زيد بن سعنة: فكنت أتلطَّف له أي بمحمد صلى الله عليه وسلم لأن أخالطه، فأعرف حلمه وجهله ، فابتعت منه تمرا ـ اشتريت منه تمرا ـ إلى أجل ، فأعطيته الثمن، فأعطاه.

فلما كان قبل مجيء الأجل بيومين أو ثلاثة أتيت محمدا صلى الله عليه وسلم، فأخذت بمجامع قميصه  ورداؤه على عنقه، ونظرت إليه بوجه غليظ ثم قلت :

ألا تقضين يا محمد حقي، فوالله إنكم يا بني عبد المطلب مطلٌ

كان سيدنا عمر موجود، وزيد بن سعنة يهودي، قال له:

أي عدو الله تقول هذا لرسول الله ، فوالله لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك

وكان عليه الصلاة والسلام ينظر إلى عمر بتؤدة وسكون وتبسم، ثم قال عليه الصلاة والسلام:

أنا وهو ـ أي أنا وزيد ـ كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر، أن تأمرني بحسن الأداء، وأن تأمره بحسن المقاضاة، ثم قال : اذهب يا عمر فاقضه حقه وزده عشرين صاعا، مكان ما رعته ففعل ذلك عمر.. قال زيد: فقلت:

يا عمر كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه رسول الله حين نظرت إليه ، إلا اثنتين لم أخبرهما هما: أنه يسبق حلمه جهله ، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلماـ يبدو أن هذه الصفات وردت في التوراة ـ فقد اختبرته بهما، فاشهد يا عمر أني قد رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا.

فهذا الذي قرأ في التوراة صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم، حينما التقى به عرفها كلها إلا هاتين الصفتين، فأراد أن يتأكد، أيسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل إلا حلما؟

فأسلم زيد وأسلم أهل بيته كلهم إلا شيخا كبيرا غلبت عليه الشِقْوَة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.