
كثيرا ما نتساءل عن الأسباب والعوامل التي تؤثر في العلاقات بين الإخوة والأشقاء وكيف تنقلب أحوالهم من المودة والتفاهم والتواصل الدائم إلى مشاحنات وفرقة ومشاكل مع استحواذ الأنانية وحب الذات والمفاضلة وكل السلوكيات والأفعال والأقوال التي تزيد من تعميق هوة التباعد بين الإخوة ذكرانا وإناث..
وعادة ما يتغير الأخ أو تتغير الأخت بمجرد الزواج وتكوين أسرة لتختلف الأولويات بعد ذلك وتتضارب المصالح وتتشتت أحوال الأسر إلا في النادر لتجمعهم بعض المناسبات الاجتماعية والدينية وتفرقهم بقية الأيام إلى درجة قد تتطور إلى أعوام طويلة من التباعد لانشغال كل طرف بحياته وتنامي الضغائن التي تشحنها أطراف خارجية أو خلافات عن الأولاد والأموال والتركات وبين الزوجات والأزواج فيما يتبادل أطراف الصراع أو الأخوة الاتهامات مع التبرؤ من بعضهم البعض، وهنا يأتي دور زوجة الأخ على وجه الخصوص الاجتماعي الذي يُحملها كامل المسؤولية في تدهور علاقة الإخوة وتأثيرها الفعال في ذلك حيث تعتبر المسيطر والموجه والآمر الناهي وأن الأخ يمتثل لزوجته لكونها تسعى لمصلحة أسرتها وتعمل على الحفاظ على تماسكها ولو على حساب تشتت الأسرة الكبيرة، وبهذه النظرة القاصرة والتي تحمل اتهامات في مجملها باطلة لزوجة الأخ أو زوج الأخت تُبرر الخلافات وتُذبذب الصِّلاَت وانعدام التواصل بين الإخوة، في حين أن كل شخص يتحمل المسؤولية وحده وأن أي خلل حاصل في العلاقة الأخوية مرده الإخوة أنفسهم وهم ليسوا بحاجة إلى طرف ثالث لإفساد العلاقة أو تحسينها..
صحيح أن لزوجة الأخ دور كبير في لم الشمل من خلال اقتناص كل فرصة لذلك عن طريق إقامة ولائم و”قعدات” وعدم افتعال مشاكل أو خلق مواقف أو ادعاءات وأكاذيب تزيد من تعقيد العلاقات بدلا من التقارب إلا أن تحميلها أي مشكل بشكل مطلق فيه إجحاف كبير بحقها أو بحق زوج الأخت أيضا، لأن تأثير سلطة الأسرة ومحاولات العيش بعيدا عن أنظار الأقارب والأخوة وفضولهم، أقوى من تدخل الأشخاص في العلاقة الأخوية فإذا كانت هناك نيات فاسدة في الأساس وعلاقات مهزوزة وانعدام للثقة المتبادلة وحب الخير المتبادل لبعضهم البعض وسيادة الحسد والبغض لأمراض سيطرت على القلوب والنفوس فإن إخوة يوسف عليه السلام لم يحتاجوا لزوجاتهم لمكر مُبيت في نفوسهم ليكيدوا به وأن خوك خوك إذا صلح الأمر وإن فسد فخوك أيضا.
سماح خميلي