
عهد جديد قد حل على الجزائر شاء من شاء وأبى من أبى وهو ما يجب أن يقتنع به الكثيرون من التائهين بين أسوار الفتنة والتحريض على الانقسام والراغبين في الظهور بمظهر البطل المحرر، تحت راية رصد النوايا وتحليل الشخصيات وتكذيب البرامج، وبدل الدخول في المضمون والانتقال إلى مرحلة ما بعد الرئاسيات لتحريك عجلة التغيير ومعها عجلة التنمية على مستوى مختلف الأصعدة، ظل السلبيون من المجتمع المتقوقع في العالم الافتراضي والضائع بين مواقع التواصل الاجتماعي والمحب للتشكيك والمريض “بالتوسويس” يبعثون برسائل مهدمة للبنيان المرصوص الذي ظل محافظا على تراصه رغم محاولات اختراقه، ونقصد به الشعب الذي تحرك منذ بداية الحراك والذي حافظ على ثوابت تحركه وسلامة وأمن بلده.
فبعد قطع الجزائر لأشواط طويلة في “الحساب” بعد طي مستندات “اللوم والعتاب” بفضل الفئة الواعية من المجتمع بمختلف شرائحه والراغبة في التغيير السلمي الديمقراطي المثالي، هاهي اليوم على موعد مع مرحلة جديدة جاءت نتيجة مخاض عسير انتهى بولادة قيصرية لانتخابات حاولت جهات كثيرة كسرها وإيقافها للدخول في دوامة مراحل انتقالية جديدة ولما لا اختلافات أخرى، شهدت نزاهة مشهودا لها “دوليا” كسرت كل التوقعات والشكوك التي أرادت أن تكسر وحدة الشعب العظيم، وبدل التحرك نحو الامام وطي الصفحات القديمة من التشكيك والتغرير بالرأي العام وجد الكثيرون أنفسهم تحت رحمة أفكار وشكوك وتظليلات أكثر غرقا واشد خطورة من تلك التي طالت أذهانهم خلال العقدين الماضيين وإبان الحكم البوتفليقي الطويل.
فبلادنا اليوم في حاجة إلى تكاتف الجهود ووحدة الآراء وتوجه الأفكار نحو التغيير الفعال والايجابي، والانتقال من مرحلة الركود الاقتصادي والاجتماعي والحضاري التي انحصرت بين زوايا “الكادر” إلى رد الاعتبار للإطارات الحقيقة للبلاد واستغلالها امثل استغلال، والمضي قدما بها حتى نصل إلى “المسقِّي” وكل ما هو أهم للنهوض بها من جديد لتعود كما يعود طائر الفينيكس من رماده، بفضل خيرة أبناءها الذين سيفرضون وبثباتهم وتوحدهم على العناصر الملتوية الاعتدال والانضواء تحت لواء الدولة القوية بشعبها وأجيالها القادمة، فنغير أنفسنا حتى يتغير حال “قومنا” ونحاول أن نجعل من أعمالنا ومهامنا خدمة وانجازات ذات كفاءة وجودة عالية كل حسب منصبه.
نوارة بوبير