العمود

خسئت مبايعاتكم

غيض من فيض

بعد أن استمدوا قوتهم من ضعف العرب والمسلمين الذين تشتتوا في كل شبر من الأرض وجدوا في المبايعات الخاسئة والعلاقات الدنيئة التي تصب في إطار التطبيع ملاذا أمنا يشفع لكل حركاتهم وتحركاتهم الحقيرة، ولإجرامهم الذي حلله المسلمون وهم يستحلون دماء إخوانهم الفلسطينيين، حتى تحولت أشلاءهم إلى ولائم تسعد الإسرائيليين في ارض القداسة التي بيعت على طاولات النجاسة وعلى يد رجال نالت من رجولتهم “الدياثة” بعد أن تشتتوا وشتتوا شعوبا وقبائل أبت إلا أن يكونوا شاهدين على خيانة امة، خيانة ظل الكيان الصهوني في فلسطين وغي كل ربوه العالم يعمل جاهدا لتحققيها.

فالاستراتيجيات السياسية التوسيعة التي ظل يرسمها ويخطط لها هذا الأخير قد تجسدت اليوم بعد أن هيأ لها المتخاذلون الأنذال على وجه الأرض الأرضية الملائمة، وبعد أن سهلوا لها الصعاب وذللوا لها المصاعب لتستباح ارض فلسطين التي تمثل كرامة كل عربي وكل مسلم وعرضه وشرفه، على مرأى من الرأي العام العالمي ليجد الرأي العربي والإسلامي  منه نفسه في حالة استنفار وجهاد الكتروني لقلة حيلته بعد أن خذله أولي الأمر، وباعوا قضيته المقدسة وقبضوا ثمنها الذل والعار فلم يكن منه إلا التهليل والتكبير والمساندة برفع الشعارات المناهضة للخونة، في نوع جديد من الجهاد أقصاه تغيير خلفية الحساب ووضع صور مساندة للقضية  التي تنتهي عندنا بكبسة زر.

ولتوغل وتغلغل الإستراتيجية الإسرائيلية في كافة ميادين ومجالات الحياة وخاصة الجانب الإعلامي منها، فقد تمكنت من تحديد كامل ملامح الشخصية العربية والإسلامية التي عرفت من خلالها أن التطبيع سيكون عالميا يوما بعد يوم وان هذه المبايعات ستكون الطريق نحو السيطرة الكلية الجهر ية على العالم، وان كل ما يقال ويرفع من شعارات وعبارات لن يتعدى مواقع التواصل الجماعي التي امتصت الغضب وحولت القضية إلى قضية افتراضية أكثر منها واقعية، حتى أن صور القتل والتقتيل لم تعد لها نفس التأثير الذي كانت تتركه في نفس المسلم من قبل، وكلها نتائج مخطط لها في إطار الإستراتيجية الإسرائيلية العالمية التي اتخذت من التشتيت أسلوبا لبلوغ التطبيع الذي مهدت له المبايعات الخاسئة الطريق.

نوارة بوبير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.