
من منكم يتصور أن المجتمع الجزائري أو لنقل بعض من الجزائريين أخذ بهم التقليد الأعمى إلى درجة أثرت حتى في معتقداتهم الدينية وأسلوب حياتهم، وتحول كل ما هو واجب ديني على سبيل المثال إلى موضة وخرجات لا صلة لها بتعاليم الدين وأوامره، وقد بدأت ما سمي بحفلات الحجاب بالانتشار كعبء اجتماعي مستجد يضاف إلى قائمة الأعباء الطويلة التي تكلف العائلات الجزائرية تكاليف باهظة لا لزوم لها بقدر ما هي من مظاهر التفاخر غير المجدية والتي تحرج الناس وتربكهم خاصة الفئات البسيطة وذات الدخل البسيط..
ورغم قلة من يقبلون على مثل هذه الحفلات إلا أن هذه القلة ستتحول مع الأيام والسنوات إلى كثرة أو غالبية أو حتى تقليد سرعان ما يتحول إلى واجب اجتماعي ديني ستفرضه هذه الفئة من المبتدعين، الذين يزينون ممارساتهم الدخيلة بأفكار عادة ما تؤثر في المتلقي ويقتنع بها بكون هذه الحفلات فرصة للتعريف بالحجاب وتعزيز الثقة للمحجبة ومساندتها وتشجيعها على قرارها الصائب، وانتشار حفلات الحجاب في المجتمع الغربي والاحتفاء بالمحجبات في مجتمع منحل لا صلة له بالدين أمر جميل لكون المحيط لا يشجع على الحجاب ويرفضه وقد يستهدف المحجبات بالسب والشتم والاعتداءات والحرمان من الحقوق، إلا أن نقل هذا التقليد الجديد إلى مجتمعنا بكل تفاصيله يعتبر مستغربا وغير لائق لأننا مسلمون في دولة مسلمة ومجتمع مسلم ولبس الحجاب فرض عين على كل فتاة بلغت التكليف وليس فيه ما يدعو إلى إقامة الحفلات بحضور القريبات والصديقات ومحاولة التعريف بالحجاب والمحارم لأن هذه الأمور معروفة، وإن لم تكن كذلك فيسهل التعريف بها وتوجيه بناتنا بالشكل اللائق دون ابتداع حفلات وأعياد كما تفعل بعض الأسر الجزائرية، بل هناك من يضطر إلى تنظيم حفلته في صالة أفراح أو زاوية من زوايا المطاعم المخصصة للحفلات ويتباهى بالحجاب وما جاوره من أشياء ليست ذات صلة ونقل الحفلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي إمعانا في الاختيال والتفاخر والترويج لها وإثارة جدل كبير بين رافضين بأغلبية ومؤيدين بنسبة محتشمة، وما على بناتنا سوى ارتداء الحجاب على وجهه الشرعي الصحيح وإرضاء الله عز وجل بالخضوع لأوامره ونواهيه دون تكلف أو تكاليف لا طائل منها أو فائدة.
سماح خميلي