حرفيـون يجتهـدون للحفـاظ على التـراث الأوراسي بمعـارض مختلفة
خـلال أسبـوع الاحتفـاء بالزي التقليـدي النسوي ببـاتنـة
تسعى العديد من الجمعيات الناشطة في مجال الخياطة والأزياء، وكذا حرفيون ومهتمون باللباس التقليدي الأوراسي، إلى الحفاظ على الملحفة الشاوية “اللحاف” وتوريثها للأجيال القادمة، خاصة بعد الاهتمام الذي لاقته في السنوات الأخيرة والذي أعاد لها مكانتها في المجتمع الجزائري، خاصة في المناسبات بعد جهود معتبرة من طرف العديد من المصممين والخياطين.
وتحتضن دار الثقافة بباتنة خلال هذه الأيام، تظاهرة الأسبوع الاحتفالي باللباس النسوي التقليدي الخاصة بمنطقة شرق الجزائر، على رأسها الملحفة الشاوية التي شهدت معرضا خاصا بها في بهو دار الثقافة، قدمتها أنامل شاوية لم تتوانى في تصميمها بأبهى حلة وبتصميمات وألوان واشكال متنوعة، وهو ما لاقى الاعجاب والترحاب من طرف المرأة الأوراسية.
دمـى تتزين بالملحفة الشاويـة في معرض بـاتنـة للبـاس التقليدي
السيدة مسعودة حياة بوعلي، حرفية اختارت اللجوء إلى طريقة مغايرة ومختلفة تماما لتسويق الملحفة والحفاظ على عراقتها وأصالتها في المجتمع الجزائري، بداية بالصغار الذين تقول أنهم الأساس في ترسيخ تقاليدنا وأصالتنا في نفوسهم، وذلك من خلال الدمى التي تتفنن في خياطة ملابسها بين الملحفة الشاوية والقندورة وكذا البرنوسوالقشابية، بتصميمات مذهلة وبتفاصيل تجذب عشاق الأزياء والأناقة، حيث ساهمت بفضل هذه التقنية الجديدة في خلق أساليب جديدة ومستحدثة للحفاظ على اللباس التقليدي الشاوي وتوجيهه للأطفال والفتيات،
وجاء هذا الاهتمام بالملحفة الشاوية –حسب المتحدثة- منذ سنوات طويلة بسبب ولعها باللباس التقليدي الذي اتخذته كلباس يومي في العمل والحياة اليومية محافظة على الملحفة بجميع تفاصيلها، وبقيت على ذلك الحال من خلال ولوجها لعالم الخياطة والمشاركة في المعارض والمناسبات للحفاظ على هذا الموروث الذي تزخر به الجزائر، مؤكدة أن عملها يهدف إلى ترسيخ تواصل الأجيال مع الملحفة التقليدية من خلال تصميمات مختلفة للدمى، بداية من الصغيرة الخاصة باكسسوارات السيارات والمفاتيح وغيرها، وصولا للدمى الكبيرة التي يمكن ان تكون ديكورا أو لعبة للأطفال، حيث جسدت السيدة بوعلي الملحفة الشاوية بجميع ألوانها وتفاصيلها في هذه الدمى، من الحزام إلى الكمام وغيرها، وذلك سعيا منها لترويجها وتسويقها عبر جميع ربوع الوطن للتعرف على اللباس التقليدي الشاوي وكذا الاهتمام بها أكثر، مؤكدة انها قامت بتسجيلها في الديوان الوطني لحماية حقوق المؤلف والحقوق والمجاورة.
وتشارك السيدة بوعلي في العديد من المعارض والمناسبات على المستوى المحلي أو الوطني، بهدف تسويق الملحفة الشاوية على مختلف الأصعدة، كما تستعرض من خلال هذه المناسبات مختلف الدمى بألوانها وأشكالها الجذابة، والتي لاقت الكثير من الاعجاب والاهتمام، في حين تجتهد الحرفية على تسويقها والترويج لها من خلال صفحتها على الفايسبوك، مع طلبيات من داخل الوطن وخارجه، في انتظار الدعم المعنوي والمادي اللازم لتسويقها على نطاق أوسع خاصة في الأوراس الكبير.
ويمكن استخدام الدمية “رميلة” و”ماسيل”، كهدايا وتذكار للأشخاص والأحبة، خاصة أنها تشكل رمزا من رموز الاصالة والهوية في الأوراس وتعكس مدى تمسك الفرد بتقاليده وعاداته، وهي الجهود التي تسعى الحرفية والكاتبة مسعودة حياة بوعلي لتجسيدها وتطويرها على أرض الواقع.
فوزية. ق