إسلاميات

جهاد النفس

فضائل رمضان

إن الإسلام قوة وجهاد وكفاح وثبات وصبر وعزيمة وإصرار وعبادة، وقنوت، وكل ما يخالف ذلك لم يرض به الإسلام، ولم يناد به لأنه لا يتماشى وطبيعة الدين الإسلامي، والذي فيه تعاون البعض مع البعض في إطار من المحبة والإخاء، وبسط يد الحنان والرحمة والتعاون حتى يصبح المجتمع كلا لا يتجزأ.

هذا هو جهاد النفس، وهذا هو الصيام بمعناه العام وهو الاعتراف بنعمة الله تعالى على خلقه، حينما يختبرهم بوقت بسيط محدد لكي يخفضوا جناح الرحمة لبني جنسهم.

وإذا كان الصيام يستلزم منا الإمساك عن شهوتي الأكل والشرب فليس هذا هو المقصود لقبوله كما ورد في الحديث “رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش”، بل إنه قتل لجميع الشهوات التي تحرك الإنسان كالقوة والتهور، والغرور والغضب والأنانية، والعلو على الغير بغير حق.

هذه مرتبة من المراتب التي يجب على الصائم أن يلتزم بها ويتأدب بآداب الصوم، وأن يجند جميع جوارحه الباطنية والخارجية حتى يصير المسلم مسلما حقا.

فعلى المسلم أن يمسك يده عن الإيذاء والتعدي وتناول المحرمات وأن يجند رجله ويصونها عن المشي والسعي في الإفساد والتخريب، وكل ما يغضب الله، وأن يمسك لسانه عن اللغو والإيقاع بين الناس والغيبة والنميمة وإفشاء الأسرار.

وبالجملة، فعلى الإنسان صون الجوارح كلها عن إتيان المحرمات، وفي ذلك يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: “إنما الصوم جنة فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل، وان امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم”.

ثم تأتي مرتبة الصفاء والنقاء وهو صوم القلوب وصونها عن الأمور التي لا تليق بجوانب الدين الإسلامي والتي لا تناسب إيمان المرء ولا تلائم الإخلاص، فالتفكير في ارتكاب الخطايا وتدبير الفتن والمؤامرات يبطل الصيام والتوجه والتوسل والخضوع لغير الله وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتهاون في إقامة حدود الله وتطبيق ميزان العدل والإهمال في أموال المسلمين وعدم التوفيق بين المتخاصمين والسكوت عن الفواحش صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها.. كل ذلك ينقص من أجر الصائم إن لم يبطله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.