هي رقعة محدودة تتخللها كيانات ضخمة من جبال وتضاريس بكل شكل من الأشكال…
آلاف الحبيبات الذهبية المتناثرة على أراضي واسعة تأوي الجميع دون مقابل…
كريات بلورية زرقاء متراصة تراص شعب مشكلة مياه تتفجر في مكان دون مكان…تماما كانفجار شعب فاض كأس صبره …
جنان خضراء مزركشة بألوان الورود المستقرة بين الأعشاب والأشجار الضخمة المترسخة ترسخ مبادئ بني عليها منهج حياتي…
هي جزائري…
ظلت صامدة طوال سنين صابرة مكافحة…رغم كل شيء ظلت قوية منتصبة كالجبال الشامخة التي لا تهدها الرياح ولا الأعاصير…
جزائر…
بين الجيم والراء 132 سنة تعذيب، احتلال واستعمار، اغتصاب لأرضها الحبيبة، أنهار من الأطفال الحفاة المشردين، ثالوث أسود سواد قلوب المستعمرين .
هي رقعة محدودة رأيت النور أول مرة على أرضها… أتقنت أول خطواتي على أرضها… سمعت نشيدها مع أصوات الطيور الحرة المغردة ترفرف في سماء الحرية على أرضها…
نطقت أول كلماتي بين حدودها… يسر قلبي ويقفز فرحا ويقشعر بدني عند سماع اسمها أو نشيدها الذي خط بحبر الدم على أوراق المجد…
يتراقص قلمي مشكلا كلماتي…
لن يسعني حيز الكتابة الضيق هذا لوصفك يا جميلة… يا عروس الحرية عروس جاهد كل شعبها بالنفس والنفيس في سبيل إعلائها…
جزائري أرض مخصبة بدماء مليون ونصف مليون شهيد …
جزائري أنت…
يا شمس ساطعة…يا حبيبة القلب والروح يا عروس الحرية
أعلم أن الوضع صعب…صعب وشائك ومخيف…
اعلم أن الأغلب لا يبالي
والذئاب تنتهك دون وقوف…
أعلم أنك تنزفين، أعلم آن دمائك الطاهرة تنهمر مختلطة بدموعك…
أعلم أنك في غمار خيبة أملك وخذلانك
أعلم كم هو صعب أن تتشبثي بأولادك حد النخاع لكنهم يرحلون… يذهبون…يركضون… يلهثون هربا منك…
العيب ليس فيك ولا فيهم…
العيب فيمن تجبر واتبع هواه وشهواته وأغوته سلطته على من هم أضعف منه وحسب أنه خالد في حياة دنيا ناسيا أنه إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم.
أعلم آن توجيه الدفة نحو جزائر المجد ليس بأمر هين أعلم مدى صعوبة الأمر وجديته…
لكن عهد مني لك يا حبيبة
سنسعى لآخر نفس قدر لنا أن نستنشقه بين حدودك …
سنسير على نهج شهدائك الأبرار…
سنسعى لرفع علمك المزركش بدماء أبناءك في سماء المجد…
سنسعى للإصلاح والتغيير…
سنحارب بكل ما أوتينا بالقلم واللسان والوجدان…
سنسعى والله راء ما نصنع.
عوابد سارة/ سطيف