تستقطب مرتفعات جبل “لعنيني” ببلدية عين الروى في الجهة الشمالية لولاية سطيف، هواة السياحية الجبلية خاصة في فترة تساقط الثلوج، حيث تعرف المنطقة توافدا كبيرا للزوار من مختلف المناطق وحتى من الولايات المجاورة من أجل التمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها المنطقة المعروفة ببرودتها الشديدة خلال فصل الشتاء.
ويعتبر جبل “لعنيني” من أبرز الجبال المعروفة بسلسلة الأطلس التلي على طول 14 كلم، وعلى ارتفاع يزيد عن 1400 متر من سطح البحر، ويمتد من مرتفعات “مقرس” ببلدية عين عباسة شرقا إلى حدود جبال “الطافات” بإقليم بلدية بوقاعة غربا.
وخلال الثورة التحريرية، كان جبل “لعنيني” بمثابة طريق يربط بين القبائل الصغرى إلى غاية مناطق عين عباسة وبابور، وهذا من أجل إبعاد أنظار المستعمر الفرنسي عن المجاهدين، كما تعد جبال “لعنيني” شاهدة على التضحيات الكبيرة التي قدمها سكان المنطقة من أجل الحصول على الاستقلال والتخلص من المعاناة مع المستعمر الفرنسي الغاشم.
وفي الوقت الحالي، ومع تساقط الثلوج على قمة الجبل، فإن المنطقة تعرف توافدا كبيرا للزوار، وهو التوافد الذي يستمر طيلة فصلي الشتاء والربيع، خاصة مع المناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها المنطقة، في ظل انتشار أشجار السرو، البلوط والصنوبر، ناهيك عن الهدوء الكبير الذي تمتاز به هذه المنطقة السياحية.
وما يزيد من جمالية المناظر في هذه المنطقة، هو المجاري المائية المنبعثة من أعلى قمة الجبل، والتي تظل دائمة الجريان، ناهيك عن وجود العديد من الحيوانات البرية النادرة على مستوى هذه المنطقة على غرار الذئب الإفريقي.
ولا يجد الزوار أي صعوبة في صعود قمة الجبل، وهذا في ظل تعبيد الطريق الغابي المؤدي إليه، والأكثر من ذلك أن ذات الطريق يؤدي إلى زاوية “سيدي حسن” المعروفة والتي يقصدها الزوار أيضا من مختلف الولايات.
وتنتعش الحركة في هذه المنطقة خلال فترة تساقط الثلوج والأمطار، حيث يتوافد هواة السياحة الجبلية والتصوير على المنطقة، كما يتم تنظيم رحلات مشتركة إلى أعالي قمة الجبل ومختلف المناطق السياحية الموجودة.
عبد الهادي. ب