
تيشريرت وجهـة سياحيـة خيـالية لاستقطـاب محبي الطبيعة والسياحـة الجبلية
توافد كبير نحو قمـة تيشريرت
توشحت، قمة تيشريرت بدائرة رأس العيون، اللون الأبيض بعد التساقط الكيثف للثلوج لتتحول قمة “قصعة أولاد علي” إلى وجهة سياحية تستقطب السياح من كل الولايات مسجلة رقماً قياسياً في عدد المتوجهين نحوها، قابله تهور ومخاطرة من قبل العديد رغم التحذيرات بصعوبة الطقس.
قمة “تيشريرت” والتي يزيد علوها عن سطح البحر بـ 1904 متر، هي من القمم الساحرة بجمالها وأكثر ما ميزها أشجار الأرز الأطلسي النادر والتي تتواجد في أربعة بلدان في العالم فقط ومنها جبال الجزائر، على غرار شيليا والحظيرة الوطنية بلزمة وجبال مركوندةبتاكسلانت، وهي الشجرة التي تغطي غابة المنطقة ككل بما فيها رأس العيون والقصبات والقيقبة لاشتراكهم الجغرافي في قمة تيشريرت واختلاطهم في التقاليد والأنساب وغيرها من العوامل المشتركة.
وشهدت المنطقة توافداللسياح من مختلف البلديات والولايات، على غرار سطيف والمسيلة وبسكرة، خاصة وأن القمة واضحة للعيان من كل القمم الأخرى “الرفاعة وشيليا”، ناهيك عن توفرها على مناظر جميلة تسحر الزوار والمغارات الكثيرة والمتشبعة في القمة المعروف “بالعجوز المنسية” أو “قصعة أولاد علي”، يقابلها في الجهة الأخرى قمة “تيفرطاسين” والذي يبلغ علوها 1800 متر فوق سطح البحر.
الاستقطاب السياحي ليس وليد هذه الأيام فقط، بل يمتدلسنوات من الزيارات والجولات السياحية من النوادي والجمعيات المحبة للطبيعة على غرار نادي الرفاعة للسياحة الجبلية الذي أحيى ثقافة المحافظة على الإرث الطبيعي والثروة النباتية وترسيخ أفكار إيجابية عن كيفية التخييم.
جدير بالذكر، بأن قمة تيشريرت التي تعد في الآونة الأخيرة مقصداً للسياح ومحبي الطبيعة، تعرف حالة من تدهور الغطاء النباتي وفقدان عدد كبير من أشجار الأرز الأطلسي جراء دودة الصندل القاتلة والتي تهدد الأشجار بشكل كبير، وفضلاً عن الإهمال الكبير وعدم تصنيفها ضمن المحميات لتوفرها على حيوانات نادرة، أبرزها الذئب الذهبي والضبع المخطط وكذا أشجار الأرز الأطلسي، ناهيك عن حيوانات كثيرة منقرضة وغير متوفرة في جبال ومناطق أخرى، مما طرح عديد التساؤلات لدى الزوار وأبناء دائرة رأس العيون ككل متى تستفيد قمة تيشريرت من حقها في الحماية القانونية؟.
حسام الدين.ق