
تواصل تعليق تقديم الدروس الخصوصية بسبب تعليمة رقـابية
في الوقت الذي لا تزال تثير فيه الظـاهرة جدلا واسعـا
تتواصل عملية تعليق تقديم الدروس الخصوصية في عديد مؤسسات تعليم اللغات الخاصة والأكاديميات، وذلك بعد تعليمة مباشَرة عمليات الرقابة والتحقيق الوطني فيما تقوم به هذه المؤسسات من تجاوزات بـ “تقديم خدمات أخرى مرتبطة بالتعليم والتكوين وممارسات أخرى” تتعلق بـ “تقديم دروس خصوصية في مختلف المواد والأطوار التعليمية” الصادرة من وزارة التجارة شهر نوفمبر من العام المنصرم، والتي تعد قانون أنشطة دخيلة على موضوع سجلها التجاري.
وتصاعد هذا التعليق بشكل كبير ومتسارع مع بداية السنة الجديدة بعد إعادة تداول التعليمة على نطاق واسع عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، عبر عديد مؤسسات تعليم اللغات وكذا الأكاديميات في مختلف ولايات الوطن بعد أن بدأت هذه الحركية في الولايات الكبرى لتلتحق بها أغلبية المؤسسات بولاية باتنة خوفا من عمليات الغلق والعقوبات التي قد تترتب عن كشف تقديم الدروس الخصوصية للتلاميذ داخل أسوارها.
وفي الوقت الذي فضل فيه الكثير من الأساتذة بدورهم توقيف نشاطهم في تقديم الدروس الخصوصية بشكل نهائي، فإن البعض الآخر غير من خطته بالالتحاق بفئة من الأساتذة الذين يدرسون في المنازل واختاروها طريقة تدعيمية لمدخولهم المادي من خلال مواصلة تقديم الدروس في منزله مع تزايد طلبات التسجيل عليهم، أو بشكل فردي في منازل التلاميذ والتي باتت ظاهرة تعرف انتشارا كبيرا رغم غلاء الأسعار، وذلك رغم الزيادة المقررة مؤخرا في رواتب الأساتذة في مختلف الأطوار التعليمية والتي حفزت على العمل الرقابي أكثر، فيما تحول الأمر إلى كابوس بالنسبة لبعض ممتهني تقديم الدروس الخصوصية انطلاقا من إقدامهم على تقديم دروس الدعم في مواد متمكنين ومتفوقين فيها، رغم كونهم لا ينتمون إلى السلك التعليمي، حيث توجهوا إلى هذا النشاط من الجنسين في منازلهم أو أماكن خاصة، كوسيلة لكسب الرزق مع شح فرص تنظيم مسابقات توظيفية أو النجاح فيها.
ومع صعوبة بل واستحالة القضاء النهائي على ظاهرة تقديم الدروس الخصوصية، التي باتت ظاهرة مستفحلة باعتبارها لدى البعض مفتاح النجاح ومظهر اجتماعي أكثر من كونه حاجة تعلمية لم تعد تقتصر على تلامذة الامتحانات الرسمية فحسب، فإن الأمر يحيل إلى ضرورة تقنين العملية ومراقبتها على الأقل، وفقا لآراء العديد من المختصين والمهتمين بالشأن التربوي، خاصة وأن العديد من التلاميذ وأوليائهم باتوا معلقين في وسط هذه الفوضى كونهم لا يستطيعون الاستغناء عنها سيما من التلاميذ ذوي المستوى المحدود.
ر. م