تكريمـات رمزية للمعلمين والأسـاتذة بهدايـا متواضعة في المؤسسـات التربوية
تقديرا لمجهوداتهم واجتهـادهم
طفت إلى السطح خلال الموسم الدراسي الجاري، ظاهرة تقديم التلاميذ لهدايا مختلفة للأساتذة والمعلمين في مختلف الأطوار التعليمية، وهي الظاهرة التي انتشرت بشكل غير مسبوق مع نهاية الفصل الدراسي الأول.
وفي العادة كان يتم تكريم المعلمين والأساتذة من طرف التلاميذ مع نهاية الموسم الدراسي عرفانا لهؤلاء الأساتذة على ما قدموه من مجهودات طوال العام الدراسي، إلا أن الأمور تغيرت بشكل جذري خلال الموسم الدراسي الجاري، بعد إقدام أعداد كبيرة من التلاميذ على تكريم معلميهم وأساتذتهم بشكل مفاجئ داخل الأقسام من خلال منحهم قطع من “الشوكولاتة” والحلويات المختلفة تعبيرا عن التقدير والامتنان للأساتذة.
وأرجع العديد من الأولياء سبب انتشار هذه الظاهرة إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي سيطرت على عقول شرائح واسعة من التلاميذ، بعد أن تم تداول العديد من الفيديوهات بخصوص تكريم تلاميذ لأساتذتهم في بعض المناطق ومنحهم هدايا مختلفة، ليتم تكرار التجربة في العديد من المؤسسات التربوية.
وفي المقابل فإن العديد من الأولياء يرون أن الظاهرة لا تشكل أي “إحراج” لهم، بل على العكس فإنها تأتي بعد فترة صعبة عاشها الأساتذة والمعلمون نتيجة الاعتداءات التي كانوا عرضة لها طيلة السنوات الفارطة من طرف بعض التلاميذ، حيث أسهمت ظاهرة التكريم حسبهم في إعادة الاعتبار للأستاذ ومكانته الحقيقية في المجتمع كقدوة وصانع للأجيال القادمة، بعد أن عانى الأساتذة من التهميش خلال السنوات الفارطة.
وبالنسبة لعدد من المختصين في المجال التربوي، فإن ظاهرة تقديم الهدايا وتكريم الأساتذة، قد تكون لها تأثيرات سلبية على العملية التربوية ككل، وهذا من خلال إثارة التمييز بين التلاميذ، على اعتبار أن بعض التلاميذ غير قادرين على تقديم هدايا لمعلميهم خاصة منهم ذوي الدخل المحدود.
كما يرى ذات المختصين والعاملين في المجال التربوي أن تقديم الهدايا والتكريمات من شأنه أن يزيد الضغوط على الأساتذة والمعلمين، وهذا لتفادي أي تمييز بين التلاميذ في المعاملة داخل الأقسام حتى وإن كان ذلك عفويا أو غير مقصود.
ومن أجل تفادي أي تأثيرات لظاهرة التكريمات والهدايا على سير العملية التعليمية فإن المختصين ينصحون بوضع سياسة أو تعليمات لمنع تقديم الهدايا داخل المؤسسات التربوية تحت أي ظرف، خاصة أن المعمول به هو أن يتم تكريم التلاميذ المتفوقين في الفصول الدراسية ومنحهم هدايا تشجيعية لمواصلة حصد أفضل النتائج، وليس تكريم المعلمين والأساتذة.
وفي ذات السياق، فإن المختصين في الجانب التربوي يرون أيضا أنه ينبغي توعية الأولياء والتلاميذ بضرورة التركيز على احترام الأساتذة والمعلمين بدلا من اللجوء إلى المظاهر المادية المتمثلة في تقديم الهدايا، حيث تبقى هناك الكثير من وسائل الشكر والامتنان للمعلمين والأساتذة بعيدا عن المظاهر المادية.
عبد الهادي. ب