
تزايد مقلق لعدد حالات الانتحار بخنشلة
دعوة إلى تحرك عاجل لمواجهة الظاهرة والحد من تداعياتها الاجتماعية
أثارت الزيادة المسجلة في حالات الانتحار بين الشباب بولاية خنشلة قلقا واسعًا، حيث تم تسجيل ست حالات انتحار خلال الشهر الجاري، كان آخرها إقدام شاب يبلغ من العمر 17 سنة على وضع حد لحياته قرب مسجد بن باديس.
هذه الأرقام دفعت رابطة حقوق الإنسان إلى دق ناقوس الخطر، محذرة من تداعيات هذه الظاهرة التي باتت تشكل هاجسًا اجتماعيًا خطيرًا، وفي بيان تسلمت “الأوراس نيوز” نسخة منه، عبرت الرابطة عن استيائها الشديد من تزايد حالات الانتحار، داعية السلطات العمومية إلى تحرك عاجل لفهم أسبابها والحد منها. وأكدت أن انتشار الظاهرة يستدعي مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار العوامل الاجتماعية، الاقتصادية، والنفسية التي تدفع الشباب إلى الإقدام على الانتحار.
وطالبت رابطة حقوق الإنسان في بيانها بفتح تحقيق معمق ومستعجل للكشف عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تصاعد معدلات الانتحار، إلى جانب تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي من خلال إنشاء مراكز استماع ومرافقة نفسية لفائدة الشباب الذين يعانون من ضغوط نفسية واجتماعية، كما دعت إلى إطلاق حملات توعية واسعة النطاق، بالتنسيق مع المؤسسات التربوية، الجمعيات، وأئمة المساجد، لنشر ثقافة الأمل والتكافل الاجتماعي بين الشباب، مؤكدة على ضرورة تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية من خلال توفير فرص عمل، دعم المشاريع الشبابية، وتعزيز السياسات التي تحمي الفئات الهشة من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية.
وشددت الرابطة على أهمية دور المجتمع المدني والإعلام في تسليط الضوء على هذه الظاهرة، والعمل على إيجاد حلول ناجعة بالتنسيق مع الجهات المختصة، كما دعت جميع الفاعلين في المجتمع إلى تكثيف الجهود والعمل المشترك لحماية الشباب من الوقوع في دوامة اليأس والإحباط، وفي ختام بيانها، أكدت رابطة حقوق الإنسان أن التعامل مع هذه القضية يتطلب جدية وحزمًا، من أجل تفادي المزيد من المآسي الاجتماعية، داعية إلى إجراءات عملية وملموسة للحفاظ على حياة الشباب، باعتبارهم مستقبل البلاد وعمادها الأساسي.
معاوية. ص