العمود

بين التحليل و”القصرة”

وجب الكلام

ما زالت تبعات بعض مباريات كرة القدم  تلقي بظلالها على الوضع العام في البلاد، وبحسب ما تم تداوله، فقد قام أنصار ناد جزائري قبل أيام بغلق الطريق العام في منطقة بإحدى الولايات الجنوبية بعد أن أقرت الرابطة عقوبة في حق النادي بمباراة دون جمهور على خلفية أحداث شغب في مباراة سابقة كانت قد جمعت النادي المعني مع ناد عاصمي، وما فهم من تصريحات بعض الأنصار، هو أن الاحتجاج قد جاء تنديدا بما قالوا عنه تمييزا بين النوادي الجزائرية التي تنشط في نفس البطولة، حيث باتت لجان الانضباط تكيل بمكيالين.

ما نراه، هو أنه لا يمكن تأكيد وجود تمييز، ولا يمكن نفيه أيضا، لكن، ما يمكن قوله هو أن هناك من يمارس التمييز قولا وإيحاء وبكل وقاحة وعلى مرأى الجمهور الرياضي الجزائري، والحديث عن بعض من يسمون بالمحللين في قنوات تلفزيونية، حيث يصر بعضهم على تبني الخطاب العدائي تجاه نواد، والمجاهرة بالتعصب لنواد أخرى رغم أن مبدأ التحليل الرياضي كما التحليل في أي مجال آخر قائم على الحياد والموضوعية دون مبالغة ودون مجاملة.

من المؤسف جدا ونحن في عصر الذكاء الاصطناعي الذي يمكن لأي شخص فيه أن يتعلم المبادئ الأساسية لأي نشاط أو مهنة، من المؤسف أن نغير قناة تلفزيونية أوروبية كانت أم عربية، والتي نستمتع فيها بالتحليل الاحترافي، فنصطدم بواقع مر في قنوات جزائرية يلبس فيها بعض “المتعصبين” ثوب المحللين ويشرعون في بث السموم وتأجيج الفتن بين النوادي والفرق الجزائرية وأنصارها، والأسوأ من ذلك أن هؤلاء من باتوا يصنعون القرار في “الوسط الرياضي” الجزائري، يرفعون من يشاءون بالمديح والثناء، ويسقطون من يشاءون بالانتقاد وتلفيق التهم، وبناء على ما يسمى “تحليلات” تتخذ العديد من الهيئات واللجان قراراتها، وهنا يكمن الخطر الذي يهدد الرياضة في الجزائر عموما، وكرة القدم الجزائرية على وجه الخصوص، حيث بات “متعصبون” لا يعرفون طريقا للحياد والموضوعية والاحترافية يتحكمون في “مصير الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر”، وهنا، نرى بأنه يستوجب على كل الجهات التي لها صلة “بالرياضة عموما وكرة القدم على وجه الخصوص في الجزائر” أن تتحرك وتضع حدا لما تبثه قنوات من برامج هي بمثابة “قعدات قصرة” أكثر من كونها استوديوهات تحليلية.

حمزه لعريبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.