
صنعت التصريحات الأخيرة لريان شرقي لاعب نادي ليون الفرنسي بخصوص المنتخب الجزائري جدلا وسعا في الجزائر وفرنسا على حد سواء، ذلك أنه رفض تأكيد رغبته في تمثيل “الخضر”، حين تلقى سؤالا مُباشرا، وأوضح أن “كُل شيء يأتي في وقته”، بالرغم من كونه لاعبا في المستوى العالي منذ 5 مواسم تقريبا، وجاءت هذه التصريحات موازاة مع تصريحات أخرى أدلى بها مغناسأكليوش لاعب نادي موناكو حول المنتخب الفرنسي، حين أوضح في مؤتمره الصحفي الذي سبق مواجهة ناديه أمام مرسيليا أنه يهدف إلى التطور أكثر لأن المنتخب الفرنسي يعرف منافسة قوية جدا، وأن المدرب ديدييديشان يقوم في النهاية بالخيارات التي يراها مناسبة، وبدا واضحا للجميع أن المنتخب الجزائري ليس أولوية لهذا الثنائي، رغم أن الحصول على مكانة رفقة “الديكة” تبقى أمرا معقدا جدا وخاصة بالنسبة لأكليوش، وهو ما فتح نقاشا كبيرا جدا في الأوساط الجماهيرية حول قدومهما من عدمه، وخاصة إن تعلق الأمر بـ شرقي الذي يملك إمكانيات كبيرة جدا كصانع ألعاب وسيكون دون شك إضافة قوية لتشكيلة المُدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش.
يرفض التركيز عليهما ويعتقد أن النجاح “عمل جماعي”
وأكد مصدر خاص لـ”الأوراس نيوز” أن بيتكوفيتش تحدث مع طاقمه الفني عن موضوع شرقي وأكليوش في مارس الفارط وأوضح لهم أنه لن يُفكر بتاتا في لاعبين غير موجودين أو مُترددين حيال فكرة تمثيل المنتخب الجزائري، بل إنهم أقرب لفرنسا في مخيلتهم حاليا، في انتظار ما سيحدث خلال التربص المقبل شهر جوان، وما إن كان ديدييديشامب سيوجه دعوة لكليهما أو أحدهما على الأقل، وأوضح فلاديمير بيتكوفيتش أن التركيز على لاعبين من خارج التشكيلة الحالية هو خطأ جسيم جدا قد يتسبب في خيبة أمل لبعض اللاعبين المتواجدين حاليا في صفوف المنتخب والذين يبحثون عن فرصتهم من أجل تأكيد إمكانياتهم وإظهار قدرتهم على تقديم إضافة قوية جدا، وحسب ذات المصدر المقرب من بيت المنتخب، فإن المُدرب السابق للمنتخب السويسري يعتقد أن “النجاح في المنتخب هو عمل جماعي” وأن “أي لاعب مهما كانت قيمته لن ينجح بشكل فردي في تشكيلة وطنية، سيما إن تعلق الأمر بمنتخب يُنافس في قارة إفريقيا التي تتميز بظروف سيئة جدا”، وهي الظروف التي قد لا تناسب أولئك المتعودين على الأجواء الأوروبية دون مساعدة زملائهم.
أكد أن تشكيلة “الخضر” تتوفر على لاعبين يستحقون الاهتمام
وأفاد مصدرنا أن بيتكوفيتش يطمح لشيء واحد فقط خلال التربصات التي يقودها في الجزائر، والمتمثل في عدم تكرار سيناريو تربص مارس الفارط بتواجد أزيد من 8 لاعبين مُصابين، أما في حال توفرت جميع الأسماء فإن الأمور ستصبح أسهل بكثير، خاصة وأن “الخضر” يمتلكون العديد من اللاعبين الذين يستحقون الاهتمام حسب رؤية المُدرب، على غرار الشابين إبراهيم مازة لاعب نادي هيرتا برلين الألماني وأمين شياخة مُهاجم نادي كوبنهاغن الدنماركي، إضافة إلى لاعبين آخرين لا يقلون قيمة على شرقي وأكليوش في الوقت الراهن، في صورة أمين غويري مهاجم نادي أولمبيك مرسيليا أو حتى حيماد عبدلي الذي تم ترشيحه ضمن قائمة المعنيين بجائزة أفضل لاعب إفريقي في الدوري الفرنسي، رغم أن لاعب الوسط الجزائري ينشط في نادي أونجي الذي لا يُقدم نتائج كبيرة وجيدة تساهم في تقديم اللاعب لمستويات أعلى بكثير، وحسب بيتكوفيتش فإن هذه الأسماء وأخرى في صفوف “الخضر”، قادرة على تقديم مستويات كبيرة جدا في المباريات المقبلة وقيادة الجزائر إلى أبعد دور ممكن في كأس أمم إفريقيا، في انتظار مواصلتها التألق رفقة أنديتها لأجل الوصول إلى كأس العالم في أفضل جاهزية فنية وبدنية.
الجزائريون يرفضون استغلال المنتخب للعب المونديال فقط
وفي الوقت الذي يضغط الفرنسيون لأجل استدعاء شرقي تحديدا خلال التربص المقبل شهر جوان، والذي سيعرف إجراء مواجهة مهمة جدا بين “الديكة” وإسبانيا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، تأكد الجزائريون أن ريان شرقي ومغناسأكليوش لن يكونا لاعبين لـ”الخضر” حاليا وأنهما ينتظران مرور فترة الصيف التي ستعرف إجراء كأس أمم أوروبا للآمال، من أجل الوقوف على كل المعطيات والتأكد من كونهما خيارا لـ ديشان أو لا، مع وجود احتمالية أخرى تشير إلى إمكانية استمرار موقفهما إلى ما بعد كأس العالم 2026، على أمل تعاقد الاتحادية الفرنسية لكرة القدم مع زين الدين زيدان لخلافة المُدرب الحالي، وبعدها ستزيد فرصهم آليا لتقمص ألوان “الديكة” بالنسبة لهذا الثنائي، سيما إن واصل تقديم نفس المستويات الحالية، وبالنسبة لجمهور “الخضر”، فإن يرفض رفضا قاطعا استغلال المنتخب الوطني لأجل تحقيق الحلم المتمثل في لعب المونديال، وبذلك فإنه يضغط على شرقي وأكليوش تحديدا من أجل تحديد خيارهما في أقرب وقت ممكن، وإلا انتظار فترة ما بعد المونديال للظفر بـ “شارة” لاعب دولي.
شرقي وأكليوش.. إما المجيء في سبتمبر وإلا فـ”لا” !
ورغم موقف شرقي وحتى أكليوش، بما أن الأخير لا يعتبر حاليا مطلبا جماهيريا ولا إعلاميا في فرنسا نظرا لمستوياته العادية التي يُقدمها لاعبون جزائريون أيضا في مختلف الفرق، إلا أن الكثير من النقاد يعتقدون أن شهر سبتمبر المقبل سيكون حاسما جدا في قضية هذين اللاعبين، ذلك أنهما لن يتقمصا بعد كأس أمم أوروبا للآمال ألوان المنتخبات الشابة لفرنسا مُجددا، كما أنهما سيكونان مع بداية موسم جديد سيعمل فيه جُل اللاعبون الدوليون في العالم لتقديم أفضل مستوياتهم لأجل الفوز بمكانة مع منتخباتهم في منافسة كأس العالم 2026، ولذلك فإن تضييع تربص سبتمبر سيجعل هذا الثنائي مرفوضا بشكل غير مسبوق، ذلك أن “الخضر” سيلعبون في ذلك الشهر مباراتين حاسمتين ضمن تصفيات “المونديال”، قبل المواجهتين الأخيرتين في أكتوبر، ثم وديتين في نوفمبر تسبقان نهائيات كأس أمم إفريقيا المغرب، وبين هذه المنافسة وكأس العالم، لن يلعب المنتخب الجزائري سوى مباراتين وديتين في مارس، قبل حلول شهر جوان بمبارياته الودية والرسمية أيضا.
م. بلقاسم