“بوسكار عبد الرزاق”.. ينفخ روحا في المواد الجامدة ليصنع منحوتات فنية مبهرة
لا يزال الفنان المبدع بوسكار عبد الرزاق ابن بلدية مشونش ببسكرة يدعم الساحة الفنية الإبداعية الجزائرية بالعديد من الإنجازات المبهرة وعلى رأسها تجسيد منحوتات لشخصيات تاريخية وثورية وفنية صنعت تاريخ الجزائر وحضارتها المترامية على غرار الملك النوميدي ماسينيسا والملك يوغورطة والملكين يوبا الأول ويوبا الثاني والملكة ديهيا، بالإضافة إلى شخصيات ثورية مثل الشهيد العقيد سي الحواس، والشهيد البطل مصطفى بن بولعيد، ناهيك عن تجسيده لكثير من الشخصيات الفنية على غرار الفنان المعروف معطوب الوناس، والفنان العالمي ايدير.
في السياق ذاته صرح الفنان بوسكار عبد الرزاق بأنه اكتشف موهبته في الرسم منذ الصغر، وعبر عن تأثره الشديد آنداك بأخيه الأكبر الذي كان يمارس الرسم بدوره فنبتت في روحه بذرة حب كبير للفن الراقي الذي عكف على ممارسته وصقل موهبته منذ سن مبكرة جدا سبقت التحاقه بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة سنة 1991، حيث أكد الفنان بأن للالتحاق بالمدرسة أثر كبير في صقل وتطوير موهبته وتوجيهه في المسار الصحيح ليغدو اليوم واحدا من اهم الفنانين التشكيليين في الجزائر.
وحول الفن بصفة عامة يقول الفنان عبد الرزاق بوسكار بأن الفن بالنسبة إليه هو عبارة عن مشاعر داخلية يوظفها الفنان باعتباره صاحبها ويترجمها إلى أعمال فنية تعكس ذوقه وثقافته وخياله والواقع الذي يستوحي منه الفكرة التي يريد تجسيدها ببعد فني خاص به.
وفيما يتعلق بأبرز المدارس التي كان لها تأثير في نفس بوسكار يقول هذا الأخير بأنه تأثر بالمدرسة الواقعية، كما أنه تأثر بالكثير من أعلام الفن التشكيلي العالميين على غرار ليوناردو ديفينشي، ومايكل انجلو، ورومبرونت، بالإضافة إلى فنان معاصرين على غرار نصر الدين ديني، والشريف مرزوقي، والخطاطين محمد سعيد شرفي ومحمد هاشم وغيرهم كثير، كما صرح المتحدث أنه من خلال مسيرته الفنية الحافلة عكف على تجريب جميع الخامات والأدوات والتقنيات على غرار قلم الرصاص والألوان المائية والزينية والخبر الصيني حتى استقر أخيرا على فن النحت باستعمال الطين أو الصلصال وتشكيل منحوتات ومجسمات فنية مبهرة عن طريق القولبة واستعمال تقنيات النحت المتعددة.
واما بالنسبة للخط العربي يقول بوسكار بأنه مجال صعب جدا، حيث أنه قد يكون هناك كثير من الرسامين والنحاتين ولكن بالمقابل لا يوجد الكثير من الخطاطين لأنه مجال مقيد بالقياسات الدقيقة ولا يوجد فيه مجال للحرية المطلقة، وما يجعل العمل الأكاديمي ناجحا هو دقة القياسات والالتزام بالقواعد.
وصرح الفنان بأن الساحة الفنية التشكيلية في الجزائر شبه فارغة وهذا ليس لعدم وجود الفنانين وإنما نظرا لاستبعادهم من الساحة، معبرا عن أسفه الشديد على تهميش الفنان ليس فقط من طرف السلطات وإنما من طرف بعض فئات المجتمع الذين يعتبرون الفن عدوا للدين رغم أن هذا الأخير انصفه في كثير من المواضع خاصة تلك التي لها علاقة بالجمال.
ايمان. ج