محليات

بــــــــاتنة تتطلع إلى “التفاتة” من الرئيس

عاصمة الأوراس تبحث عن "ظالتها" التنموية

تنتظر عاصمة الأوراس باتنة أكثر من غيرها من ولايات الوطن “التفاتة” الرجل الأول في البلاد لانتشالها من وحل التنمية الذي لا تزال غارقة فيه، ووضعها على مسار السكة الصحيح، خاصة وأن الولاية تحظى بخصوصيات متميزة، أقلّها انعكاس تحريك دواليب التنمية بالولاية “إيجابا” على نحو 11 ولاية تحيط بها، أو تقع في جوارها، ويصطف المواطن بجانب السلطات المحلية خلف هذا المطلب “الأمل” في تمكين الولاية من برنامج تكميلي “استثنائي” يحمل بصمة الرئيس شخصيا إكراما لـ “ولاية الرجال” كما يحب أن يسميها السيد تبون.

عبد الرحمان شايبي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

يسترسل الرأي العام في باتنة في تعداد نقائص الولاية وعدّ “خيباتها” التنموية التي يعريها الواقع بمناسبة أو من غيرها، ويكشفها المستور النائم في أغلب القطاعات دونما استثناء.

وتقدم باتنة صورة غاية في التناقض، فهي المدينة التي انتزعت مستشفى 500 سرير من جهة، في الوقت الذي تفتقر فيه إلى من يسهر على تشغيل جهاز السكانير الطبي بالمستشفى الجامعي لأسباب تبدو سطحية وفق ما وقف عليه الرجل الأول في الولاية مؤخرا!

وتنطلي هذه الصورة السوداوية في الصحة على بقية القطاعات، حيث لا تزال مشاريع الولاية تتعثر في كل مرة، ولا تتقدم في نسب أشغالها عدى من حيث رفع سقف الوعود “الجوفاء” مثلما جرى مع قطاع الأشغال العمومية الذي التقى بخصوصه ثلاث ولاة (باتنة ـ أم البواقي ـ ميلة) قبل نحو شهر واستخلصوا مكمن المعضلة التي تحول دون ربط باتنة بمنفذ الطريق السيار شرق ـ غرب حتى الآن؟

ومع أن السلطات المحلية في جهاز الوصاية والهيئات المنتخبة اجتهدت على إعطاء الولاية نصيبا يحفظ لهم ماء الوجه في مختلف برامج التنمية، يحجب الواقع مثل هذه الإرادات والنوايا الحسنة في تغيير حال عاصمة الأوراس التي لم تعرف إلى اليوم طريقها نحو إحداث “انتفاضة” تنموية مكتملة الأركان، ما دفع الشارع إلى عقد آماله الأخيرة في التعويل على “التفاتة” خاصة من رئيس الجمهورية تمنح الدفع الحقيقي للولاية وإخراج “عجلاتها” من مستنقع الوحل الذي علقت به منذ سنوات.

ويستعيد الشارع في باتنة إطلالة رئيس الجمهورية من ملعب نيلسون مانديلا ببراقي بمناسبة التدشين، بتاريخ 12 جانفي 2023 وهو يتحدث عن أحقية شباب باقي الولايات في مثل هذه الصروح الرياضية العالمية، أعقبها على الفور خبر رفع التجميد عن ملعب باتنة الجديد بسعة 30 ألف متفرج وخروج هذا المشروع الرياضي الواعد من “الثلاجة” إلى نور الشمس، رغم ما يبديه المتتبعون من مخاوف متجددة في إعادة “قبر” الملعب، والمستشفى نتيجة سياسات التسويفات التي تغلف الخطاب الرسمي حول مجمل مشاريع الولاية.

وتكشف حالة الإيجابية التي تلقى بها الشارع الباتني قرار رئيس الجمهورية أول أمس من قصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة بمناسبة وقوفه على تصاميم العصرنة “الهوليودية” التي ستغيّر وجه عاصمة البلاد جذريا، وتمديد الرئيس حديثه عن نقل التجربة إلى ولايات الداخل، بدءا بجوار باتنة، وهي رسالة تلقفها الباتنيون على أمل أن تتمدد “إشراقتها” إلى عاصمة الأوراس في الوقت الذي تجري فيه على مستوى الجارة قسنطينة، وبالتالي تخليص مدينة البطل الرمز مصطفى بن بولعيد من حالة فتور وعياء حضري مزمن أحدثته الأتربة والحفر المنتشرة في كل مكان، وغيرها من الأشغال التي تكون قد أفسدت ما تبقى من ذوق جمالي بعاصمة الولاية أكثر مما أصلحته هذه الترميمات حسب ما يتداوله نشطاء ورواد الفضاء محليا عبر دردشاتهم وتعليقاتهم.

ويرى المجتمع المدني المحلي الذي يمثل ذراع “المواطنَة” في عهد الجزائر الجديدة في القفز مباشرة إلى مطلب زيارة رئيس الجمهورية إلى الولاية يُعدُ بمثابة مخرج طوارئ وحيد لانتشال باتنة من عثراتها المتكررة، مثلما يتطلع الشارع المحلي إلى وصفة علاج يتضمنها برنامج تكميلي استثنائي يزفه قصر الرئاسة إلى المنطقة على غرار قراره إلى وقت قريب بنقل اجتماعات مجلس الحكومة خارج حدود العاصمة وتخصيص أغلفة مالية ضخمة لفائدة ولايات خنشلة، وتيزي وزو، والجلفة، وتيسمسيلت، وتندوف، تكون كفيلة بأن تنعش جسد باتنة وتعيد إليه النبض، ومن ثم إعطاء الولاية وزنها التاريخي الثقيل الذي يناقضه “وزن الريشة” الذي هي عليه تنمويا في الوقت الراهن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.