
لم تتوان الجزائر عن تقديم المساعدات مادية كانت أم بشرية لأية دولة حلت بها كارثة، أو تعرضت لأزمة، حتى أن الجزائر قد كانت أول من بعث بمساعدات “للصين” وما أدراك ما الصين حين كانت الأخيرة بحاجة ماسة لأية مساعدة مهما كانت بسيطة عندما ضربتها جائحة كورونا، وكانت الجزائر أول من ضرب بقانون قيصر عرض الحائط فكسرت الحصار المفروض على الشعب السوري بنقل مساعدات مادية وفرق إنقاذ من الحماية المدنية إلى المناطق المتضررة إثر الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا قبل أشهر، نفس الشيء بالنسبة لتركيا التي ضربها الزلزال هي الأخرى فلم تتأخر الجزائر عن تقديم المساعدات لها، كذلك الأمر بالنسبة للمغرب أين اقترحت الجزائر إرسال المساعدات إلى الشعب المغربي لكن نظام المخزن أبى عملا بشعار “ما نرحم ما نخلي غيري يرحم”، وأخيرا تقديم الجزائر مساعدات للشعب الليبي إثر الفيضانات التي ضربت منطقة درنة وقلبت أجزاء منها رأسا على عقب، كما أرسلت الجزائر فرق بحث وإنقاذ ولا زالت إلى اليوم تقوم بمهامها.
خليفة حفتر، قائد ما يعرف بالجيش الوطني الليبي، وفي مؤتمر صحفي، تقدم بالشكر إلى عديد الدول العربية التي قدمت الدعم لليبيا، لكنه استثنى الجزائر ولم يأت على ذكرها، وهو الأمر الذي أغضب الجزائريين ودفعهم للتعليق قائلين أن “الجزائر لم يعد معترفا بها” رغم كل ما تقوم به، لكن، وجب التوضيح هنا بأن هناك “دولا ترسل الدعم كأنظمة إلى أنظمة حليفة”، أما الجزائر، فإن كل ما تقوم به من “دعم” وإرسال للمساعدات لهو باسم الشعب وإلى “الشعوب”، أي أن الجزائر حين تقترح إرسال مساعدات للمغرب فهي تقترح إرسال مساعدات باسم الشعب الجزائري إلى الشعب المغربي، وحين تقرر إرسال مساعدات إلى ليبيا فإنها تقوم بذلك باسم الشعب الجزائري إلى الشعب الليبي، أما الكثيرون ممن أتى حفتر على ذكرهم فهم عبارة “عن حلفاء” له “سياسيا” ولا علاقة لمساعداتهم “بالإنسانية” بقدر ما هي “بروتوكولات سياسية” في إطار دعم الأنظمة السياسية لبعضها، ولهذا، فإن حفتر لن يأتي على ذكر الجزائر لأنه يعلم بأن “خلفية إرسال الجزائر للمساعدات إلى الشعب الليبي” تختلف عن خلفية “إرسال نظام سياسي مساعدات لنظام سياسي آخر”، ولهذا فالجزائر لا تدعم الأنظمة السياسية حتى تنتظر شكرا من “رؤوسها” بل إنها تتعامل مع الدول “كشعب مع شعب” والشعب الليبي الشقيق والشعب المغربي الشقيق يختلفان عن نظامي حفتر والمخزن، معنى هذا أن أي تصريح من حفتر أو من نظام المخزن لهو “فقاعة صابون” طالما أن “الشعوب تعرف بعضها” و”الرجال يعرفوا بعضاهم”.
حمزه لعريبي