
ضمن سلسلة الخرجات الميدانية التي يقوم بها إلى مختلف ولايات الوطن في إطار معاينة وتفقد المشاريع المنجزة والوقوف عن كثب على النقائص التي التزم في برنامجه الرئاسي بتداركها، حل رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني عبد المجيد تبون بولاية بشار نهاية الأسبوع المنصرم، أين حظي باستقبال شعبي يليق برئيس جمهورية يعمل جاهدا على الوفاء بالتزاماته، وتتجلى مساعيه على أرض الواقع في شكل مشاريع استراتيجية هامة.
زيارة رئيس الجمهورية إلى ولاية بشار كانت قد كللت بالنجاح، سواء من حيث الرسائل السياسية التي تفيد بوجود إرادة حقيقية من الدولة للنهوض بمنطقة الجنوب من جهة، وتفيد بوجود التفاف شعبي حول رئيس الجمهورية من جهة أخرى، أو من حيث الأثر التنموي الذي تجلى في عدة مشاريع تم تدشينها، ومشاريع أخرى تم وضع حجر أساسها، ففي قطاع الرياضة، تفقد رئيس الجمهورية مشروعا هيكليا في دعم وتطوير المرافق الرياضية، والذي يشمل مجموعة من المنشآت العصرية، ويضم ملعبا مغطى ومسبحا نصف أولمبي مغطى ومضمارا مخصصا لألعاب القوى على مساحة 34 ألف متر مربع، ويتسع لـ6500 مقعد، كما أن الصرح الرياضي مصمم ليستوعب 25 ألف مقعد، منها 800 مقعد للشخصيات الرسمية و200 مقعد للصحافة، ويتربع على مساحة 830 ألف متر مربع ومزود بأحدث أنظمة الرصد ومكافحة الحرائق، ومزود كذلك بالعديد من المرافق كالمطاعم والإدارات وعيادة طبية إلى جانب قاعة محاضرات.
في قطاع الصحة، قام رئيس الجمهورية بتدشين كلية الطب الجديدة بجامعة طاهري محمد بسعة 2000 مقعد بيداغوجي، والتي تقع في القطب الجامعي الجديد بمنطقة الحمر، أما في قطاع الري والموارد المائية، وفي إطار مساعي الدولة لتعزيز الأمن المائي، فقد أشرف الرئيس خلال ذات الزيارة على وضع حيز الخدمة محطة ضخ المياه “القطراني 2″، وكذا محطة تصفية المياه المستعملة، وهما مشروعان تم إنجازهما بسواعد وكفاءات وطنية.
بالنسبة لقطاع الطاقة والمناجم، فقد أولاه الرئيس أهمية في زيارته الأخيرة إلى ولاية بشار، فقد قام الرئيس بوضع حجر الأساس لمشروع مركب إنتاج “مركز كريات الحديد” الواقع بمنطقة “توميات” في إطار مشروع استغلال منجم الحديد غار جبيلات، وفي ذات المناسبة توجه رئيس الجمهورية بتحية خاصة إلى العمال والإطارات الذين ساهموا في الإنجاز الذي يسمح باستغلال المنجم العملاق، معربا عن أمله في مواصلة العمل على هذا المنوال لتوسيع خط السكة الحديدية إلى ولاية أدرار، ومن المنيعة إلى تمنراست.
قطاع النقل كان أول ما استهل به رئيس الجمهورية زيارته إلى ولاية بشار، فقد قام الرئيس بتدشين ووضع حيز الخدمة مقطع خط السكة الحديدية الرابط بين بشار والعبادلة على مسافة 100 كلم، أين تابع عرضا تقنيا مفصلا حول هذا المشروع الاستراتيجي، والذي يندرج ضمن مشروع خط السكة الحديدية الضخم “بشار ـ تندوف ـ غار جبيلات”، وفي قطاع النقل دائما، وعد رئيس الجمهورية ساكنة ولاية بشار بأن الأخيرة قد تستفيد من تسجيل دراسة لمشروع “النقل بالترامواي” ضمن ميزانية العام المقبل، وهو ما يؤكد بأن الرئيس حريص أيما حرص على دعم المشاريع التي من شأنها أن تسهل عملية تنقل المواطنين، سواء ما تعلق بالنقل في المناطق الحضرية وشبه الحضرية لضمان انسيابية في حركة المرور ومنع الاختناقات المرورية، وكذا لضمان ربط المدن الجديدة بشبكات النقل، أو بالنقل ما بين البلديات والولايات عبر خطوط السكك الحديدية لضمان الراحة والسرعة في التنقل.
وإن كان الرئيس قد عاد للحديث عن موضوع النقل خلال زيارته الأخيرة إلى بشار، فإنه بذلك قد فتح مجالا واسعا للتفاؤل في ولاية باتنة برفع التجميد عن مشروع النقل بالترامواي، والذي بات مطلبا جماهيريا طيلة سنوات، خاصة وأن مدينة باتنة تحديدا باتت تعاني من اختناقات مرورية يومية، وتعاني من اكتظاظ في وسائل النقل الجماعي على غرار حافلات النقل الحضري وشبه الحضري، ناهيك عن ضعف ملحوظ في خدمة النقل وانعدامها تارة في يومي نهاية الأسبوع، إضافة إلى تدهور حالة أغلب الحافلات وانخفاض جودة الخدمات المقدمة بها، مما بات يتنافى ومساعي الدولة للحفاظ على البيئة وجودة الحياة العامة.
زيارة الرئيس إلى ولاية بشار قد كان لها صدى إيجابيا في الساورة، وصدى إيجابيا كذلك في عديد الولايات التي تنتظر أن يكون لها نصيب ضمن سلسلة زيارات رئيس الجمهورية، ومنها ولاية باتنة التي يأمل سكانها أن يتم تبديد الغموض عن ملف الترامواي الذي بات حلما طال انتظاره، وتحديا أعيا عديد الولاة، وعديد الوزراء في عدة حكومات متعاقبة، ولهذا، فعندما انتهت حلول الولاة، والحكومات، فإن الرئيس يبقى “أمل ساكنة باتنة” في تحقيق الحلم، وتجسيده على أرض الواقع بعد إنهاء “أحجية الدراسات المتكررة”، ولسان حال باتنة وسكانها يقول “الرئيس كريم وحنا نستاهلوا”.
حمزه لعريبي