
ربما لو طلب منا يوما أن نختار مصطلحا مناسبا للتعبير عن فرنسا ككيان وكتاريخ وكواقع وكفاعل سياسي في العالم وكممارسات فإننا لن نجد أفضل من مصطلح البؤرة، وعندما نقول هذا فنحن نعني بأنها بؤرة لكل شيء ينافي الأخلاق والنواميس البشرية، وبؤرة لأي شيء ينافي الطهارة والنظافة والرقي، فعندما نتحدث عن النظافة مثلا ففرنسا خلال عهد ما كانت عبارة عن بؤرة للقذارة، أين كان ملوكها يمتنعون عن الاستحمام ليس لأشهر بل لسنوات، ولم تعرف فرنسا النظافة والاستحمام واستعمال المطهرات إلا عندما قامت بغزو بعض البلدان، بمعنى أن فرنسا لم تكن تسلب خيرات المستعمرات بل إنها كانت تتعلم منها أيضا وتقتات، ففرنسا كانت في وقت ما بؤرة للمجاعة لدرجة أن الجرذان قد بلغ بها الجوع لأن اضطرت أن تخرج وتزاحم السكان في شوارع وأحياء عدة مدن، ثم نأتي إلى “الجرائم البشعة في حق الإنسانية” والاغتصاب والسبي، فقد كانت ممارسات ملازمة لفرنسا وتكفي الجزائر شاهدا على هذه الجرائم خلال أكثر من 130 عاما.
اليوم، وفرنسا تحاول أن تغطي عن تاريخها “القذر” بادعاء “صناعة مستحضرات التجميل والعطور”، تأبى أنوفنا إلا أن تتحسس روائح القذارة والنتانة، لا غير هذا، أما عن الشذوذ فيكفي رئيسها الذي فاز بولاية ثانية كقدوة “لمواطني بلده”، فبعد أن اقترن بامرأة تكبره، أبى إلا أن يثبت إصابته بنوع خطير من الشذوذ والحديث عن “الكرونوفيليا”، وهي حالة انجذاب جنسي لفئة عمرية معينة، وهذا ما يثبته حرص ماكرون على إحاطة نفسه “بالعجائز” في الدولة وفي البيت.
إن القرارات التي تعكف السلطات الفرنسية في كل مرة على إصدارها تثبت بأن فرنسا تأبى إلا أن تكون بؤرة شذوذ وشرور، حتى أن السلطات الفرنسية قد أصدرت قرارا في الأيام القليلة الماضية يقضي بتجريم إجراء تحليل حمض نووي للتأكد من النسب، ولا شك أن هذا القرار يراد به التشجيع على “الاختلاط والعلاقات غير الشرعية” وإنجاب المزيد من اللقطاء، حتى أن آخر ما حدث هو أن سياسة التشجيع على الشذوذ والقذارة قد امتدت إلى الرياضة وتم تجنيد كل “الأندية” لدعم حملة حماية الشواذ والمثليين، والغريب أن دراسة بريطانية قد أكدت بأن الوباء الجديد والحديث عن “جدري القردة” يصيب بشكل أكبر “الشواذ جنسيا”، وقد سجلت فرنسا أولى الحالات، فهل هناك مظاهر وأدلة أكثر من هاته لإثبات أن فرنسا ليست سوى “كيان قذر” وبؤرة شذوذ وشرور؟
حمزه لعريبي