
“ايمان بوسالم” كاتبة تمخض الواقع وتفك شيفراته في “سواد أبيض” و”ظلال الأرواح”
مبدعة ومتفوقة صاحبة 21 ربيعا ابنة ولاية خنشلة شقت طريقها نحو الإبداع في عالم الكتابة عن طريق تجسيد مجموعة من الخواطر والنصوص الأدبية والشعبي، في مجموعة من الكتب سواء الشخصية والجامعة، الكاتبة الشابة الصاعدة في سماء الكتابة ايمان بوسالم فتحت قلبها ليومية الاوراس نيوز في حوار شيق.
ــــــــــــــــــــــ
حوار: معاوية صيد
ـــــــــــــــــــ
كيف تعرف الكاتبة ايمان نفسها للقراء؟
إيمان بوسالم من ولاية خنشلة ذات الواحدة والعشرون ربيعا، طالبة أولى ماستر أدب حديث ومعاصر، متفوقة في دفعتها، كاتبة ومؤلفة لكتابين ومشاركة في عدة كتب جامعة، قارئة شغوفة، لديها هوس بالكتب والمطالعة .
بداية الكتابة كانت منذ الصغر، كان عمري يقارب السبع سنوات، أكتب في دفاتر أو أوراق خاصة وأخبئها، ثم توقفت عن الكتابة لمدة طويلة بسبب انشغالات الدراسة وعدت مرة أخرى في طور الثانوي أكتب خواطرا وقصصا قصيرة ومقالات .. ، لكن لم ينضج قلمي ليخرج إلى النور إلا في الجامعة حيث استطعت تأليف كتب والفوز في العديد من المسابقات.
من شجعك على دخول عالم الكتابة؟
الذي شجعني للدخول إلى هذا العالم هما والداي حفظهما الله ، بالأخص الوالدة الغالية التي ما تبرح تقدم لي جرعات تحفيزية للخوض بلا تردد .
هل واجهتك صعوبات في بدايتك؟
الصعوبات لابد منها، وأجزم أن لا يوجد شخص حقق مراده بلا عراقيل وتضحيات .
بمن تأثرت الكاتبة ايمان من الكتاب والروائيين؟
تأثرت بالعديد من الكتاب منهم أيمن العتوم ، كارلوس زافون ، ستيفن زفايغ ، ميسو، ياسمينة خضرا، الشيخ محمد الغزالي، مالك بن نبي، الرافعي ، البشير الابراهيمي،….
من وجهه نظرك الكتابة تحتاج موهبة أم موهبة ودراسة؟
الكتابة مزيج متجانس من الموهبة والدراسة، فالموهبة وحدها لا تستطيع أن تنتج لنا كتابة خالدة ولا كاتبا متميزا وستظل كتاباته حبيسة السذاجة والبساطة لا تخرج عن التعبير العادي، والدراسة بلا موهبة أيضا لا تنتج ابداعا .. فالموهبة هي الركيزة التي تغذى بالقراءة والدراسة، وكلما قرأنا أكثر زاد انتاجنا والعكس .
ما هي عناوين الكتب التي قمتي بنشرها ؟
نشرت كتابين سواد أبيض، ظلال الأرواح، كما شاركت في كتب جامعة على غرار “أحرف لازوردية”، “متاهات القدر “، تم نشر نصي المعنون بـ “لظى الزمان في مكتبة الأميرة”.
حدثينا عن تفاصيل الكتب التي تم نشرها؟
_ كتاب سواد أبيض يقع ضمن 82صفحة، كتاب يمزج بين الخواطر والنصوص ، يحوي في طياته شتى المواضيع التي تمخضت من الواقع
الخواطر: لامست الجوانب النفسية الداخلية، والاجتماعية الواقعية والسياسية، وصورت الطبيعة ..، بأسلوب فني أدبي رمزي ابداعي ايحائي، الكثير منها يحتاج الى قراءة ما تحت السطور وفك الشفرات .
الوقفات: أسلوبها مباشر تحفيزي ديني توجيهي، استندت فيه على الموضوعية، أخرجت ما في جعبتي وأدمجت أقوال العظماء في كل وقفة تقريبا والتي قد تطول أو تقصر .
أسقطت في الخواطر والأشعار الحالة المعاشة من خلال تصوير ابداعي بحزنها ومرها وسوادها ومعاناتها ومشكلاتها وعواصفها ، ثم مسحت ببلسم عليها في الوقفة وعالجتها بطريقتي الخاصة من قلبي وروحي إلى كل الأرواح.
كتاب “ظلال الأرواح”، كتاب من جنس الخواطر والنصوص والشعر، عدد الصفحات 115صفحة، تناول هذا الكتاب مختلف المواضيع بأسلوب فني ابداعي ايحائي، مكثف بالصور الشعرية و الرموز في الخواطر والشعر، عُجِنَتْ فيه اللغة وأُخْرِجَتْ في حُلَّةٍ جديدة وبطرح مشحون بالأفكار و الأحاسيس. أما النصوص التي عبارة عن وقفات “أسلوبها مباشر توجيهي مميز” ، عصير من نكهات الإيمان ونفحات السلام، مدعمة باقتباسات من الكتب .
اقتباس من كتاب ظلال الأرواح :
أحلق زهوا فتوقظ غفوتي قصيدة !
فأبوح ..
وأصنع من حروفي قلادة الحب
أحفر لأغرس أشجار العائلة
لتحتويني .. لأستظل بها ..
فترفرف أجنحة الروح على الظلال .
اقتباس من كتاب سواد أبيض: “نشعر أحيانا وربما غالبا أننا وحيدون جدا، نذرف الدموع الحارقة في ساعات فقيرة و أيام بخيلة ، ثم نبتسم للعالم المزيف والغربة فينا وفيه ، وبين رصاصة الروح وبندقية العالم أوهام محجرة في عراء الفراغ … “.
هل ما قمت بنشره يعبر عن شخصيتك وحياتك اليومية؟
ليس بالضبط هكذا، ما أكتبه إبداع تمخض من الرؤية الصادقة للعالم، وأغلب ما أكتبه يعبر عن ما أراه في الآخر فأتأثر بما يحدث ثم أكتب كأني انسلخت من ذاتي إلى الآخر.. وهكذا، لكن بعض الكتابات كانت تعبر عني وعن وجهة نظري الخاصة للعالم .
من قام بمساعدتك في نشر الكتابين؟
عائلتي الكريمة كلها دعمتني، وبالأخص والدتي الحبيبة حفظها الله ورعاها .
ما هي طموحاتك واعمالك المستقبلية؟
طموحي هو : أن أصبح كاتبة حقيقية عالمية، أعمالي القادمة ستكون روايات وكتب تختلف تماما عما كتبته من قبل .
ما قراءتك لواقع عالم الكتابة في الجزائر؟
في اعتقادي أن عالم الكتابة في الجزائر ما يزال فقيرا جدا، كثرت الكتب والابداعات لكن المضمون ضعيف، لا يكاد يكون محاولات في الكتابة لا أكثر، هذا في المقابل لا يعني الفشل التام فهناك من الكتاب الجزائريين المتميزين حقا شرفونا بفوزهم بمسابقات دولية وأبهرونا بقلمهم، وهذه نظرة عامة .
ما النصيحة التي تقدمينها لمن يريد دخول عالم الكتابة؟
النصيحة التي اقدمها هي عدم التسرع في النشر فالنص القيم هو الذي سيخلد، المطالعة والقراءة والتعلم وهذه ضعوا عليها ثلاثة أسطر، التوكل على الله عز وجل والثقة بالنفس فلا شيء مستحيل .
كلمة اخيرة وأنت حرة فيها؟
شكر وتقدير وباقات ورد وياسمين وتحية حارة خاصة بأمي وأبي وعائلتي الكريمة ومن أحب .