انتشار لافت لـ “إهدار الطعام” في أوساط بعض المواطنين
بالرغم من الحملات التحسيسية والتوعوية المستمرة
رغم معاناة حوالي مليار شخص حول العالم من المجاعة وصعوبة تامة في توفير الغذاء، إلا أن ملايير البشر لا يزالون يرمون الطعام بشكل غير طبيعي، حتى لو كان صالحا للأكل، حيث كشفت الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن الموقع البريطاني “ذي إيكونوميست”، أن العالم يعاني من مشكلة في إهدار الطعام في أكثر من 25 دولة تعد الأكثر تبذيرا للغذاء، حيث تصدرت المملكة العربية السعودية القائمة،بسبب تبذير المواطن السعودي لما يعادل 427 كلغ من الطعام في كل عام، بينما يهدر الفرد الفلسطيني حوالي 93 كلغ من الطعام، فيما تذيلت دول إثيوبيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا ثم الهند القائمة بوصفها أقل الدول تبذيرا للطعام.
وعلى غرار الدول العربية، عرفت أغلب ولايات الجزائر في السنوات الأخيرة تناميا كبيرا لظاهرة إهدار الطعام، إذ لا تخلو حاويات القمامة من بقايا الأطعمة على اختلاف أنواعها لا سيما الخبز الذي يتم استهلاكه بشكل واسع يوميا، ورغم النداءات المتكررة بعدم رمي بقايا الأكل في المزابل والحملات التوعوية التي تنشرها وسائل الإعلام وكذا الجمعيات والمنظمات، إلا أن هذه السلوكيات المشينة لا تزال منتشرة بقوة في مجتمعنا لتزداد حدة خلال شهر رمضان وبعد عيدي الفطر والأضحى ومختلف المناسبات الدينية والولائم وحفلات الزفاف.
وباتت مثل هذه التصرفات اللامسوؤلة، شبه عادية لدى عدد كبير من المواطنين الذين يرمون مئات الكيلوغرامات من بقايا مختلف أصناف الطعام دون فصلها عن النفايات الأخرى في مشهد يعكس انعدام الوعي وانتشار التبذير في الوقت الذي تتخذ العائلات المعوزة والمشردة من حاويات القمامة مصدرا لسد الجوع من خلال الخضر والفواكه والخبز وأصناف الأكل التي يرميها أصحابها بدل توزيعها على المحتاجين.
وأمام الوضع الاستثنائي الذي نعيشه منذ بداية جائحة كورونا التي تسببت في أزمة اقتصادية ومالية عبر العالم ومست مجتمعنا الجزائري،فأن الكثير من المواطنين لم يتوقفوا عن رمي مخلفات الطعام رغم صلاحيتها للاستهلاك في أحيان كثيرة، وتزامنا وانخفاض القدرة الشرائية لدى الكثيرين وارتفاع الأسعار والندرة التي عرفتها بعض المواد الغذائية إلا أن مكبات النفايات المنتشرة هنا وهناك لم تخلو من أكياس السميد المترامية على الأرض وبقايا الطعام والخضر وغيرها من الأطعمة، في مشهد يعكس انعدام حس المسؤولية وغياب الثقافة الاستهلاكية لدى هذه الفئة من المواطنين على الرغم من الحملات التوعوية التي يتم نشرها وبثها عبر مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على مدار السنة، في الوقت الذي تعاني فيه العشرات من العائلات عبر المدن وحتى مناطق الظل والقرى النائية والمعزولة من انعدام لقمة تسد بها رمق أبنائها.
شفيقة. س