
يعتبر المجتمع الجزائري أحد المجتمعات التي على الرغم من كونها تلقت واحتكت بحضارات وثقافات عديدة إلا أنه ظل طيلة قرون محافظا على ثقافته وهويته العامة المنبثقة اساسا من الهويتين الأمازيغية والعربية الإسلامية، وعلى الرغم من تعاقب احتلالات عديدة بأراضي الجزائر خلال تاريخها إلا أن بصمة الجزائري والجزائرية الحرة ظلت حاضرة فيأخذ من الثقافة ما ينفعه كلغة أو مصطلحات ويحافظ في نفس الوقت على هويته ما يجعله في تصنيف مالك بن نبي للمجتمعات “مجتمعا بدائيا” والتي يقصد بها المجتمع الذي يظل محافظا على عاداته وتقاليده وثوابه العامة ولا يتأثر كثيرا بالثقافات الأخرى أو بالأحرى ليست له قابلية للإستعمار، ولعل من أبرز المقاومات والتي تعتبر عديدة هي الأسماء التي يسمى بها الناس، فلا تكاد تسمع إسما إلا وقد خمنت هوية مالكه أودينه أو جنسيته على الأقل.
والملاحظ لدى الجزائريين عموما والأوراسيين على وجه الخصوص أن أسماء الذكور والإناث في المجتمع تحمل البصمتين الشاوية الأمازيغية والعربية الإسلامية، فتجد أسماء “كالعالية وثلجة ونوة وفاطمة ومريم وغيرها الكثير” وفي الذكور تكثر الاسماء اليت تحمل اسم أحمد ومحمد وكل الأسماء التي تنسب للأنبياء والاسماء المعبدة وأسماء الصحابة بعض الأسماء الأمازيغية كيوغرطة واكسل وماسينيسا، لكن جل هذا الأسماء لدة المواليد الجدددالمولودن تقريبا بعد سنة 2010 إلى غاية كتابة هذه السطور أضحت غريبة ومستنبطة من ثقافات أخرى للجنسين الذكور والإناث “كأزادوأسينات ومرفتورهف وغيرها من الأسماء الغريبة التي لا تمت للمجتمع الجزائري بصلة، وتجد حتى معانيها غريبة جدا، وعند سؤال بعض الآباء والأمهات عن سبب تسمية هذه الاسماء يرجعون الموضوع إلى أنها أسماء حديثة وبقية الأسماء قد عفى عنها الزمن وأنهم يخشون مت تسميتها لكي لا يتم التنمر على أطفالهم من طرف أقرانهم، وهي حجج يراها مختصون في علم الاجتماع واهية وغير حقيقة والحقيقة في كون الأسماء منبثقة من أسماء شهيرة لمسلسلات تركية أو سورية أو مصرية وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على غزو ثقافي اجتاح المجتمع الجزائري الذي يعاني من “عقدة الخواجة” التي يرى فيها أن باقي المجتمعات خاصة الأوروبية منها سبقته فيحاول اللحاق من هلال التقليد الأعمى.
من جانب آخر اضطر بعض الآباء لإطلاق أسماء ثانية على أطفالهم بعدما عرفوا متأخرين المعاني الحقيقية للأسماء التي اختاروها، واستخلصوا أن الرجوع للأصل فضيلة فختارو أن يسموا أبناؤهم الجدد بأسماء تبرز هويتهم الوطنية، مدركين أن من تمام الحق الإبن على والده الاسم اللائق فلكل من اسمه نصيب كما يقول المثل العربي.
رضوان. غ