
عند هطول الثلوج فإن سكان العالم أجمع وهذا بالتقريب يعيشون اللحظة إما بالاحتفاء أو الاستمتاع أو الانتعاش أو ينظرون إليه كأي ظاهرة طبيعية لا تستوقفهم لأنهم اعتادوا عليها ولم تعد تشكل فارقا في حياتهم، إلا في الجزائر فإنها تحولت إلى حدث استثنائي لنُدرة الوقوع وهذا ما يدفع بالكثير من العائلات والأفراد والجماعات إلى التوجه نحو الأماكن التي شهدت هطولا مُعتبرا وكثيفا يمكنهم من التنزه في أجوائه وعادة ما تكون الجبال والغابات أكثر وُجهة معنية لمثل هذه السياحة الشتوية التي تستلهم الجزائريين خاصة مع شح تساقط الثلوج في السنوات الأخيرة ما جعل منه حدثا مهما يتم معايشته بتوثيق الذكريات عن طريق الصور والفيديوهات مهما كانت الأجواء قاسية وغير ملائمة دون الالتزام بالتحذيرات التي تطلقها الجهات الرسمية المعنية مخافة وقوع حوادث أو مشاكل جراء ذلك..
وهذا ما حدث فعلا وما سيحدث على وجه التأكيد لكون المواطنين لا يكترثون لغياب الوعي والرغبة في المغامرة دون احتساب العواقب التي قد تكون وخيمة بتعريض الفئات الهشة جسديا من أطفال ونساء لمخاطر لم يُحسب حسابها في أثناء البحث عن المغامرة والاستمتاع، ومثل هذه الحوادث التي تستنفر هيئات الحماية المدنية والأمنية والجيش الوطني الشعبي إن لزم الأمر تدل على انعدام ثقافة التحويل للعجلات الشتوية أو تركيب سلاسل خاصة بمثل هذا الطقس في الجزائر زيادة عن التهور، وإن لم يُسجل ضحايا بحالات مستعصية أو حوادث إلا أن الوضع تطلب تنصيب خلايا للتكفل عن طريق تقديم إسعافات أولية في عين المكان لمن عانوا من جروح وانخفاضات في درجات حرارة الجسد وغير ذلك من الحالات التي احتاجت إلى تدخلات عاجلة لتتحول تلك النزهات والمغامرات إلى أجواء هلع ورعب مخافة التعرض لعواصف أو للحيوانات البرية..
وإذا مرّت هذه النزهات بسلام نسبي بفضل تدخل فرق الإنقاذ المُلبية لنداءات الاستغاثة من طرف العالقين في الجبال والطرقات، وتحويل العديد منهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج والتكفل الصحي، فإن الحذر والاطلاع على النشرات الجوية والتحذيرات وضرورة الالتزام ورفع مستويات الوعي سيقلل من الحوادث ولن يمنع من جهة أخرى السياحة الشتوية والاستمتاع في العطل الأسبوعية أو بقية الأيام.
سماح خميلي