العمود

المجتمع يحصد ثمار الفراغ الوعيوي

وجب الكلام

عندما قال وزير الداخلية الأسبق نور الدين بدوي أن الهجرة غير الشرعية أو ما يسمى بالحرقة سببها الفايسبوك وأغاني الراي سخر منه الكثيرون، غير أن ما قاله قد كان جزءا من حقيقة ما يحدث، صحيح أن الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية تدفع للشعور باليأس في بعض الأحيان بسبب بعض الاهتزازات والاضطرابات والأزمات التي تصر جهات وأطراف ما على افتعالها، لكن، وسائط التواصل الاجتماعي، وبعض الأغاني والمضامين قد ساهمت بشكل كبير في تفشي العديد من الظواهر السلبية في المجتمع، وفي هذا الصدد، مازلنا نتساءل كيف لا يعاقب مغنٍّ يحرض على إدمان “المهلوسات”؟ وكيف لا يعاقب مغنٍّ يحرض على الخيانة الزوجية؟ وكيف لا يعاقب مغنٍّ يحرض على الدعارة؟ وكيف لا تعاقب مغنية تحرض على الطلاق؟ وكيف لا تعاقب ناشطات يحرضن على الطلاق بطرق مباشرة وغير مباشرة؟

من خلال تحليل بعض مقاطع الفيديو لتلاميذ خرجوا إلى الشارع، تبين لنا أنهم كانوا يبحثون عن فرصة لترجمة رسائل ومضامين إلى سلوكات، وإنه من الخطير أن يلبس تلاميذ ثوب الخارجين عن القانون في احتجاج ادعوا أنه بسبب البرنامج المكثف، وهذا ما يؤكد حتما بأن أغلبية من الجيل الحالي تعاني تراكمات نفسية، خاصة وأن الجيل الحالي قد كبر في مرحلة طغت فيها التكنولوجيا ووسائل الإعلام التي يتواجد معظمها “خارج إطار الرقابة الصارمة”، وبالتالي فهذا الجيل عبارة عن خزان لأفكار تم غرسها في غفلة عن الأسرة، وفي غفلة عن المدرسة، وفي غفلة عن بعض مؤسسات الدولة التي كان يجب أن تتفطن إلى أن هناك برمجة للعقول كانت تتم بطريقة خبيثة تم فيها استغلال كل الوسائل والأدوات المتاحة.

تحدثنا في مرات سابقة عن “الرسومات” التي شوهت جدران مؤسسات وبنايات، وأغلبها يمجد شخصيات خارجة عن القانون على غرار “تاجر المخدرات الكوبي الشهير بابلو إيسكوبار”، وهذه الرسومات في نظرنا تعبر عن “ميول شريحة واسعة من المراهقين والتلاميذ دون سن الـ 18″، حيث تحول الخارجون عن القانون إلى قدوة وإلى مُثُل عليا، ومن يتحمل المسؤولية في هذا الشأن هم الأولياء بالدرجة الأولى بعد أن تملصوا من مسؤوليتهم تجاه أبنائهم وعدم تخصيص وقت كاف لتوعيتهم وتحسيسهم وحتى لرعايتهم نفسيا وروحيا وعاطفيا، ثم تأتي المدرسة في الدرجة الثانية كمؤسسة عمومية يعتبرها الكثير من التلاميذ “مؤسسة عقابية” بسبب أخطاء يجب تداركها.

حمزه لعريبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.