العمود

الله لا تربحكم؟!

لكل مقام مقال

أن ينزل الصحفي الجزائري إلى لغة العجائز ليستنجد بها وسط هذه الفوضى الكبيرة والأزمات وعديد الضربات الموجعة التي يتلقاها المواطن يوميا، فهذا يعني أننا وصلنا إلى درجة لم يعد ينفع معها سوى هذا الأسلوب الذي ينزل بنا إلى مستوى بعض المسؤولين والشركات الجزائرية التي تخلت عن الشعب في عز حاجته لها ضاربة كل أصول التقيد بالواجبات المنوطة بها والتي ندفع ثمنها من دون تلقي خدمات نوعية أو حتى دنيا..

وشركة المياه من أهم الشركات التي يجب أن تراجع سياساتها وبرامجها وفق متطلبات الحاجة اليومية للمواطنين من حصتهم المفترضة والتي لا يحصلون عليها في كثير من الأحياء التي تعاني شحا وانعداما وتذبذبا في توزيع المياه لأسباب تبقى مجهولة، خاصة وأن هناك من الأحياء من يتمتعون بتوزيع غير منقطع على حساب قسمة غير عادلة يفرضها سوء التسيير وعدم الاهتمام بالمواطن الذي يضطر لشراء المياه بأسعار تتفوق على ميزانيته وتحرمه من الاستعمال اليومي والتطهير خاصة وأن الوضعية الوبائية تتطلب من المريض المصاب بصفة خاصة الاستحمام على الأقل يوميا لتسريع حالة الشفاء التي تطول بسبب قلة العناية بهذا الجانب لشح المياه وتقصير الشركة في خدماتها دون وجود من يردعها من أصحاب القرار والذين يجب أن ينتبهوا إلى الدور السلبي الذي تلعبه الشركة وسط تجند الجميع لمواجهة الوباء ولو بأبسط الوسائل، بينما يُحرم المواطن على مستوى عديد الأحياء في مدينة باتنة على سبيل المثال من حقه في حصة المياه المبرمجة دون الاستفادة في أزمة باتت تتكرر وكأنها لا تشكل حدثا أو اعتداء على أبسط حقوق المواطنة..

والغريب أن الشركة لا تكلف نفسها حتى تبليغ المواطنين عن وجود عطل أو مشكل عالق لتمر الأزمة تلو الأخرى ويغرق المواطن في أزماته وتبعاتها المادية والمعنوية ويمر المسؤولين في شركات المياه دون عقوبات رادعة من أبسط عامل إلى أكبر موظف في الشركة، فقط لأن المواطن الجزائري لم يعرف بعد الطريق الصحيح لتحصيل حقوقه بينما تستغل الشركات جهله وتجاهله..الذي سرعان ما يثير غضبا شعبيا واحتجاجات وخروج غير محمود لمواطنين يطالبون بحقوقهم أمام مسؤولين لم يدركوا بعد عمق المعاناة والتخبط الحاصل وسط أزمات تزداد تعقيدا كلما طال بها أمد الحرمان والتهميش.

سماح خميلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.