العمود

القوة الضاربة… اليوم قبل غد

بصراحة

في لقاء له مع ممثلي وسائل الإعلام، قال رئيس الجمهورية مرة بأن الجزائر قوة ضاربة، وتساءل كيف لبعض الجزائريين أن يستخفوا بدولتهم ويستهينوا بقوتها ومكانتها ودول العالم تحسب لها ألف حساب؟ ونحن فيما يتعلق بالدبلوماسية الجزائرية نبصم بالعشرة على أن الجزائر قوة ضاربة، وهذه حقيقة تتفق عليها أغلبية الجزائريين ولا غبار عليها، حيث أن الجزائر قد تمكنت خلال السنوات الثلاث الأخيرة من أن تعود لمكانتها القوية على الساحة الدولية، والحقيقة التي لا غبار عليها أيضا هي أن الجزائر قد استرجعت سيادتها المهزوزة، ما يبينه اتخاذها عديد القرارات الجريئة التي لم تكن في السابق قادرة على اتخاذها بسبب سياسات  النظام السابق والتي كان ينتهجها لغايات لا مجال لذكرها الآن، لكن، وفي أوج القوة الدبلوماسية للجزائر، يعيش المواطن الجزائري ظروفا صعبة نوعا ما، فيما يتعلق بغلاء الأسعار وضعف القدرة الشرائية وندرة السلع والمنتوجات وتنامي عديد الظواهر السلبية المتفشية في المجتمع، وإن كنا لا نشك في “نوايا الحكومة الجزائرية” التي تعمل على تجسيد برنامج رئيس الجمهورية إلا أننا متأكدون في المقابل بأن هناك من يعيق عمل هذه الحكومة مستغلا “فشل بعض الوزراء” وسوء تسييرهم لقطاعاتهم ومستغلا لحقيقة أن هناك بقايا عصابة لا زالت متغلغلة في الإدارة ومؤسسات الدولة، وهي من لا زالت تعمل على الإبقاء على الهوة مفتوحة بين المواطن والإدارة.

عديد الأسئلة أصبحت تطرح نفسها اليوم، فمن المسؤول عن “حجب المواد والسلع الأساسية” في كل مرة عن الجزائريين في الوقت الذي تعرف فيه “الممنوعات” تدفقا هائلا إلى “السوق السوداء”؟! من يحرم العائلات الجزائرية في كل مرة من الدقيق والزيت والحليب ويوفر بقوة “المهلوسات” لشباب الجزائر وللمراهقين وحتى لتلاميذ المدارس؟! من يرفع أسعار الأدوات المدرسية ويبقي على أسعار “الخمور” في المتناول؟! من يضمن وفرة ما يفسد الأخلاق في المجتمع ويحرم المجتمع نفسه من “حاجياته الضرورية”؟! من يضمن توفير “ليريكا” ويسبب الندرة في “أدوية مرضى السرطان” والمصابين بالأمراض المزمنة؟! هذه الأسئلة وغيرها مطروحة اليوم بقوة، قد لا يعرف الكثير من الجزائريين الإجابة عنها، لكن الدولة تعرف، وبالتالي، فهذا ما يستوجب تفعيل “القوة الضاربة” اليوم قبل غد، لأن التساهل مع “العملاء” ينقص من هيبة “الدولة في نظرهم” وهذا ما يدفعهم للتمادي أكثر فأكثر في إغراق المجتمع في المشاكل والأزمات وفي الآفات حد الاحتقان.

سمير بوخنوفة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل مانع الإعلانات.