
رغم احتلال الجزائر لأكثر من قرن من الزمن من طرف أكثر القوى الاستدمارية شراسة ووحشية، من مستدمر غاشم انتهج كل الأساليب، واستعمل كل الطرق واستخدم كل الأدوات ليثبط عزيمة الشعب الجزائري إلا أنه لم ينجح، وهنا تكمن عبقرية الشعب الجزائري، فبعض الدويلات لم تبلغ القرن من عمرها ورغم ذلك فقد تحولت إلى ما يمكن القول عنه “شكشوكة أجناس”، حتى ذاب سكانها الأصليون فباتوا بين الوافدين كأنهم لاجئين؛ أين أصبح سكانها الأصليون أقلية بعد تحولها إلى “قبلة للأجانب بأعداد هائلة”.
أما الجزائر، فلم يتمكن المستدمر من طمس هويتها، ولم يتمكن من “قهر شعبها”، وعندما دخل المحتل الفرنسي إلى أرض الجزائر كان الشعب جزائريا، وبعد 130 عاما، طردت فرنسا وتم كنسها، وبقيت الجزائر جزائر وبقي الشعب الجزائري جزائريا، وهذا كله بفضل “الموقف الواحد والثابت للشعب الجزائري.
في العشرية السوداء، دفعت الجزائر ثمن “الفتنة” فاقتتل أبناء الوطن الواحد، بل اقتتل حتى بعض من كانوا في الثورة “مجاهدين” من أجل أن تحيا الجزائر، وما نود قوله من كل هذا، هو أن “بضع سنوات من الفتنة” قد كاد الشعب فيها أن يدفع ثمنا لم يدفعه في “حرب مع المستدمر” خلال أكثر من قرن من الزمن.
اليوم، وفي الوقت الذي يتجهز فيه كل فرد جزائري لأن يرد عن وطنه أي تهديد أجنبي، تتأجج نار يريد من أشعلها أن نعود إلى سنوات التسعينات، أي أن هناك طعما تريد قوى الشر أن نبتلعه حتى تسوقنا بالفتنة إلى “أحداث التسعينات” وتبعدنا عن “عقيدتنا” التي كنا عليها طيلة أكثر من قرن من الزمن، ولهذا، فليس لائقا بأحفاد بن بولعيد وسي الحواس وديدوش مراد والعربي بن مهيدي وقبلهم لالة فاطمة نسومر والشيخ آمون والشيخ المقراني أن يبتلعوا طعم “أبناء زايد”، فتاريخ دولة، ليس لائقا به أن تسقطه دويلة في الماء.
سمير بوخنوفة