
تعرض كريم طابو إلى الرفض والطرد ومختلف الشعارات المنددة بمواقفه المعارضة لصميم مبادئ الحراك الشعبي قبل عامين من الآن، حيث لم يتقبل الحراكيون وجوده فكان ردة فعلهم قرار طرد تاريخي سيظل يلاحق “طابو” ليصنفه ضمن المحسوبين على الحراك المتطفلين لا الحراكيين “المتأصلين” بإخلاصهم لوطنهم وسعيهم الحثيث من أجل التغيير الذي يرقى لتطلعات شعب ما بعد حراك الثاني والعشرين من شهر فيفري المشهود..
ويبدو أن “طابو” ورغم محاولاته كسب قاعدة جماهيرية عريضة تؤهله إلى مصاف “الدا” الحسين رحمه الله، إلا أنه لم ينجح سوى في كسب معارضين لمواقفه ومشككين في طموحاته السياسية ومبادئه التي باتت مثار جدل كبير يحسمه البعض لصالح الانفصاليين الذين يسعون لضرب استقرار ووحدة البلاد والمراهنة على مصير الشعب الجزائري..
وفي خرجة وصفت بالبعيدة عن التقاليد الجزائرية التي تستمد شرعيتها من سماحة الدين الإسلامي خاصة في أثناء الجنائز وحرمة الموتى والمقابر، حيث قام كريم طابو بطرد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بوزيد لزهاري والتهجم عليه في جنازة الراحل علي يحيى عبد النور رحمه الله، وقد تم توثيق موقف “طابو” ليجوب مواقع التواصل الاجتماعي ليحصد مواقف متباينة بين مؤيدين ومعارضين لم يستسيغوا خلطه غير الحضاري لموقفه من “لزهاري” في جنازة تتطلب الكثير من الوقار والاحترام مهما كانت العلاقات متوترة والمواقف والمبادئ متعارضة..
وطابو الذي لطالما تغنى بالديمقراطية وضرورة التداول على السلطة والحريات ولطالما ندد بالديكتاتورية لم يتوانى في ممارستها والخروج عن كل سيطرة في وجه رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بغض النظر عن مواقفه التي أثارت حفيظة “طابو” وعدد من المواطنين لينفجروا بوجه “لزهاري” ونعته بالتخلي عن الشباب المطالبين بحقوق الإنسان القابعين في السجون بسبب مواقفهم ومطالبهم وهو الموقف الذي دفع بلزهاري إلى الخروج من الجنازة وعدم الانسياق وراء جدل في غير مقامه..
ومن السهل الحديث عن الوطنية والتبجح بها بينما نتوارى وراء ما هو أكثر من مجرد خطاب شعبوي عقيم بوجود السفير الفرنسي بربطة عنق زهرية ولباس غير رسمي لا يعكس شيئا من حرص الدولة الفرنسية على مشاعر الشعب الجزائري في موكب جنائزي لعميد الحقوقيين والمدافعين عن الإنسان في الجزائر وهو الأمر الذي جعل من موقف طابو هزيلا بين ترحيب ضمني لدولة لطالما انتهكت حقوق الجزائريين وما تزال تزرع نشطاءها تحت مسميات وأغطية سرعان ما تتكشف لعامة الشعب الجزائري وخاصته.
سماح خميلي